تركيا القريبة بالتاريخ البعيدة بالجغرافيا (2)

بعد مغادرتي مدينة HENDEK لاحظت أن الحركة في الطريق بدات تخف بشكل ملحوظ، أغلب المحلات على جانبي الطريق كانت معامل نسيج ورخام وميكانيك صناعات ثقيلة مع متاجر صغيرة ومحطات بنزين استغلها للراحة او للصلاة أو الغداء، الغطاء الشجري على جانبي الطريق يتمثل خصوصا في اشجار التين والكرز (حب ملوك) والجوز وفي هذا الوقت مازال لم ينضج بعد ورغم ذلك اتوقف لاتذوقه وآخذ بعضه زادا اضافيا على الطريق.

 

كما وجدت بعض الحبوب او الغلال مما لا نعرفه مثل هذه والذي يشبه طعمها اللوز الني

طريقي من HENDEK إلى BOLU  الموجودة على علو 1750 م قطعته صعودا وفي بعض المراحل يكون الإرتفاع حادا جدا مما يضطرني للترجل دافعا دراجتي عبر مسافات طويلة تقدر بـ 4 كم  فتراني اتقدم ببطء وصعوبة واختار مكانا ظليلا كل خمسين مترا لأسترد انفاسي و اواصل دفع دراجتي مجددا، في المناطق الجبلية العليا هنالك خضرة عامة وعيون ماء متدفق مع وجود مطاعم فاخرة على جانب الطريق لكن متباعدة.

أثناء ترحالي ودائما تتم دعوتي لشرب الشاي التركي او لتناول بعض الحلويات كما دعيت الى تناول الغداء في منطقة تتميز بان كل محلاتها خاصة باصلاح السيارات وكان غداءنا في مطعم يرتاده عملة هذا القطاع وكان الاكل رغم بساطته ممتاز جدا .

كالعادة وقبل غروب الشمس تدبرت أمر مبيتي خلف أحد المطاعم رغم ان صاحبه حاول استغلالي بان طلب مني لقاء نصب الخيمة 200 ليرة وعندما هددته بالشرطة تنازل عن شرطه، لاحظت شيئا هنا وهو الاحترام الكبير للشرطة من طرف الشعب التركي أو الخوف الكبير منها وهذا الامر اكده لي ايضا الكثير من الاصدقاء.
هدفي الحالي كان الوصول لمدينة Bolu وهي من الاماكن الصعبة جدا للوصول اليها باستعمال الدراجة نتيجة ارتفاع الطريق.

ارتفاع 1750 مترا جعلني مضطرا لدفع دراجتي لمسافات طويلة ودون انقطاع ووصلت مسافة دفعي للدراجة 7 كم مما يجعل الشخص منهكا ومحبطا ولولا جمالية الطرقات الخضراء على الجوانب وكثرة المطاعم والمنتزهات لكن حالي اكثر سوءا ، توقفي جلب لي كثيرا من الاشخاص الذين تبادلوا معي الحديث مع شرب الشاي. صليت الجمعة بأحد مساجد المدينة وتمحورت خطبة الجمعة حول التآخي والتآزر حسب ما فهمت من سياق الآيات القرانية ولكن الخطبة كانت باللغة التركية ولم افهم منها شيئا. بعد  الصلاة قدموا لي بعض الحلويات (الحلقوم) .

تتميز المدينة بانتاج الفطر والزعفران

صلاة الجمعة كانت مناسبة للاستراحة والانطلاق مجددا نحو المدينة القادمة بعد Bolu   والطريق كانت جبلية وصعبة جدا.
كان هدفي الحالي المبيت بمدينة Yanicaga و التي تبعد عن Bolu مسافة تقدر بـ 29 كلم من الطرق الجبلية الوعرة.
وصلت الي مدينة YANICAGA قبيل المغرب حيث اشتريت من احد المتاجر خبزا وجبنا وعسلا (المنتوجات الفلاحية في تركيا ذات جودة عالية و سعرها في المتناول)،

عرفت أن المدينة تحتوي بحيرة ساخنة فتوجهت اليها لأجدها ضمن فضاء عائلي ممتاز بمقاعد خشبية مصانة بشكل جيد، عندما نصبت خيمتي توافدت علي بعض العائلات لمعرفة حكايتي مع الدراجة مع اهدائي حلويات ومرطبات مع الشاي طبعا. في الليل يصبح الجو باردا فعلا وانخفضت درجة الحرارة لـثماني درجات، نمت ليلتها على صوت البط و الإوز.

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب
دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران.
ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

كل اجزاء رحلة تركيا:
1  –  2  –  3  –  4  –  5  –  6  –  7  –  8  –  9  –  10  –  11  –  12  –  13  –  14  –  15  –  16  –  17  –  18  –  19  –  20

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.