اكتشاف الطلسم – ايران على الدراجة (16)

بعد مغادرتي للقصر وفي طريق العودة استوقفني صوت موسيقى ينبعث من مطعم يوجد بقبو احدى البنايات، دخلته لتناول العشاء فوجدته ممتلئا بالحرفاء، كان مطعما فاخرا ومنظما، ما ان جلست وبدات بتصفح قائمة الماكولات حتى بدات فرقة بالعزف والغناء وسط تفاعل الحضور بالرقص والتصفيق خصوصا العنصر النسائي

مشهد قد نشاهده في اي دولة اخرى ويمر بشكل عادي لكن في ايران فالامر مختلف، مطعم مختلط رجال ونساء وبدون حجاب، امرأة ترقص وتتمايل واخرى تدخن النرجيلة واخرى تصفق فرحا، بالنسبة للكثيرين وانا ضمنهم هذا شيء لا يصدق، قمت بالعبور بين الطاولات وصورت بهاتفي مطولا ولا احد من الحاضرين منعني من التقاط الصور ولم اشهد حتى مجرد التضايق.
اردت قبل توديع شيراز وانا في يومي الثالث والاخير زيارة ثالث اهم معلم تاريخي فيها واقصد قلعة كريم خان الموجودة في قلب شيراز، كان كريم خان أمر بتشييد هذه القلعة التي تحمل اسمه سنة 1766م ودامت الاشغال عشر سنوات، جعلت هذه القلعة في اول الامر مقر إقامة محصن للقادة والمسؤلين الكبار في الدولة فكان لها دور مدني و آخر عسكري . تتضمن القلعة غرفاً وأروقة عديدة وعدة حدائق مغروسة باشجار القوارص تم تنسيقها في إطار جذاب للغاية كما في القلعة حمام كبير وبعض المرافق العسكرية، سمك جدار القلعة من الأسفل ثلاثة أمتار ومن الأعلى يبلغ مترين تقريبا فيما يبلغ علوه 12 مترا، اما ابراج المراقبة والحراسة المشيدة في زوايا القلعة فيبلغ ارتفاعها 15 متراً

ابراج المراقبة

شكل الابراج وزخرفتها الرائعة

الحمام و حسب ما روته لي الدليلة السياحية التي رافقتني خلال تجوالي يعتبر فريدا من نوعه فقد صمم بحيث يبقى محافظا على الحرارة قرابة الاسبوع ويكون ذلك بوضع شمعة واحدة مشتعلة تحت وعاء التسخين

وعاء التسخين والذي يحافظ على حرارة كل الحمام باشعال شمعة

في داخل القلعة قصر للقائد كريم خان وأسرته وقد تم تشييده بطريقة فن العمارة الشيرازي بشبابيكه الملونة وفسيفساءه البلورية و اعمدته الخشبية. الصورة التالية لـجناح كريم خان

من داخل شرفة اقامة الملك

الجانب العسكري من القلعة

مشهد يجسد مثول رسول من الفرنجة امام الملك

تمثال كريم خان

وهذا السلطان سمير خان

تم ترميم هذه القلعة في ثمانينات القرن الماضي على مراحل وجعلت بعض القاعات كمتحف تعرض بها شتى المعدات ولوازم ذلك الزمان. اكملت زيارتي للقلعة ولم يعد لدي ما يكفي من العملة الايرانية لاتمام ما تبقى من الرحلة، علي الان التوجه الى اقرب بنك لصرف العملة من اليورو الى الريال الايراني، فاجأني عون البنك حين اعلمني بان البنوك الايرانية لا تقوم بصرف العملة وطلب مني التوجه الى شارع كريم خان لاعثر على صرافين هناك (سوق سوداء). توجهت الى محطة الحافلات لاقتطاع تذكرة العودة غدا صحبة دراجتي الى طهران ومنها الى اسطنبول.

معلومة على الهامش

كريم خان زند (1705 – 1779 م) مؤسس الدولة الزندية في فارس، كان من قادة نادر شاه الذي دخلت بوفاته بلاد فارس حربا أهلية فاتخذ كريم خان من شيراز عاصمة لدولته خلال فترة حكمه من 1750 إلى 1779 م وامتد نفوذ حكمه إلى الكثير من المناطق الاخرى كما احتل البصرة صلحا بعد حصار طويل، اتخذ لقب “وكيل الرعايا” عوضا عن لقب “الشاه”.

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران. ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.