تركيا القريبة بالتاريخ البعيدة بالجغرافيا (10)

من محطة البنزين التي قضيت فيها ليلتي والتي تقع على اطراف مدينة Acigöl جمعت امتعتي وانطلقت نحو منطقة كابادوكيا، الطريق كان في حالة تجديد والاشغال متواصلة. على الجانب تظهر سهول على مرمى البصر مزروعة بقولا وزراعات كبرى مع تربية ماشية، مررت بقرى ومدن Ommakina و URGUP وهي تشهد حركة تجارية نشيطة، وجهتي هي ولاية نوشهير وتحديدا سهل افانو وخصوصا منطقة كابادوكيا والتي تحتوي هي ايضا عدة قرى لها نفس الطابع والشكل المميز للمنطقة ككل وهي مصنفة من اليونيسكو كموروث عالمي مشهورة بفخارها و نسيجها زيادة أنها قبلة تستهوي السياح.

كانت هنالك طرقات خاصة بالدراجات وشكلها رائع فعلا.

اول ما اعترضني من القرى في الكابادوكيا كانت قرية اوشيسار uçhisar والتي وصلتها عند منتصف النهار، تجولت فيها ودخلت بيوتها المحفورة في الصخر و تلك ميزة تميز كل منطقة كابادوكيا والملقبة بمدينة الخيول الجميلة او مداخن العفاريت لشكل صخورها البركانية الشبيهة بالابر أو المداخن، حفروا المساكن والقلاع والكنائس في الصخور وشهدت المنطقة اوج نشاطها في الفترة البيزنطية.

هذا مركز شرطة حافظوا على روعة المكان كما هو

هذا بيت من الداخل مستعمل كبيت عادي

انا فعلا محتار في كيفية دخول بيوتهم فالامر صعب فعلا

واصلت طريقي نحو اهم مدينة في المنطقة وهي Goreme ، الطبيعة لم تتغير ولكن المدينة يغلب عليها النشاط السياحي والتجاري والزحف العمراني شوهها فقد تحولت عديد الديار المحفورة في الصخر البركاني لمطاعم ومحلات تجارية.

تنطلق من هذه المنطقة مئات المناطيد كل صباح فخاصية المنطقة تجذب هواة المغامرة من السياح لمشاهدة كل المنطقة من الجو، تجولت في كامل المنطقة لابحث عن مكان مناسب لانصب خيمتي ويكون له امكانية مشهد بانورامي صباحا للاستمتاع بمشهد اقلاع المناطيد. عشائي كان بسيطا جدا: خبز وجبن وسلطة طماطم

قبل ذلك كنت قد ركزت خيمتي في مكان بعيد عن ضوضاء مدينة goreme غير بعيد عن مشرب استاذنت صاحبه الذي رحب بي ودعاني للمكوث بالمشرب مع الحرفاء واعلمني انهم ينهون عملهم الثامنة ليلا ولكنهم سيتركون المشرب مفتوحا مع المجموعة الصحية فقد احتاج لها ليلا، وكان الامر كذالك ومكثت بالمشرب بعيدا عن الضوضاء وأسفلي مدينة goreme باضوائها وضوضاء انشطتها السياحية،
عند الساعة الرابعة والنصف صباحا افقت على ضجيج محركات المناطيد وهي تستعد للاقلاع، فتحت خيمتي فوجدت نفسي محاطا بعشرات السياح قدموا الى هذا المكان لمشاهدة منظر إقلاعها، مشهد رائع جدا، مناطيد من مختلف الالوان تحلق عند شروق شمس اهم مدينة في كابادوكيا.

سالت عن معلوم صعود المنطاد فوجدته يعادل 200 يورو (اكثر من 600 د تونسية) فاذهلني المبلغ الذي يفوق امكانياتي المالية خصوصا واني مازلت في بداية رحلتي فبقيت مشاهدا للامر مستمتعا بمشهد لا يوصف.

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب
دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران.
ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

كل اجزاء رحلة تركيا:
1  –  2  –  3  –  4  –  5  –  6  –  7  –  8  –  9  –  10  –  11  –  12  –  13  –  14  –  15  –  16  –  17  –  18  –  19  –  20

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.