ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ – مقدمة

كنت مرة ضمن مجموعة صغيرة على منصة رقمية وسأل أحدهم سؤالا: ماذا قدمتم لهذا العالم؟ احتار الاغلبية بداية في الاجابة، لم  أكن أظن أن السؤال صعبا بذلك الشكل، عندما حاولت أن أقدم اجابة احترت فعلا كما احتاروا، ماذا سأخط؟، لو طلبت منك أن تجيب، ماذا ستكتب؟ فعلا السؤال صعب بشكل يدعو للحيرة، من يستطيع الاجابة هو من قدم شيئا مفيدا لهذا المجتمع، واغلبنا لا يحس باي افادة قدمها لمجتمعه، كلنا او اغلبيتنا الساحقة تحس انها عالة على هذا العالم وسوف تبقى الاجابات منعدمة لدى اغلبنا، وحتى من لم يأخذ هذه النظرة التعيسة فانه يحس انه لم يقدم شيئا مهما يذكر لعالمه.

وقع تغيير السؤال بعد ذلك ليكون: ماذا قدمت او ماذا فعلت من افعال غير بديهية لنفسك ولمحيطك الموجود ضمن هذا العالم؟، هذا السؤال اسهل كثيرا، فالاجابة تحتوي الغث والسمين، النجاح والفشل، الابداع والحركات الغبية، هذا السؤال أجمل لنا حتما، قدم اغلبنا افادته في بعض ما قام به وقدمت إجابتي، كانت اغلب اجاباتنا كتأريخ لبعض حياتنا بتجاربها الناجحة والفاشلة ولذلك ارجو أن تشاركوني اضافاتكم فكلنا نحتاج لتجارب بعضنا مهما كنت تراها عادية او بسيطة.
ما قمت بتقديمه كان جملة من تجاربي البسيطة التي سطرتها، الناجح منها والفاشل أيضا، مهما كانت تجاربنا بسيطة او حتى فاشلة فيوجد في هذا العالم من قد ينتفع بها، العالم اصبح قرية كونية شئنا أم أبينا، والانترنت قربت المسافات ولذلك فإني مقتنع أن مشاركة العالم تجاربنا مهما كانت هو جزء مهم من مهمتنا الانسانية على هذه الارض، عندما نرحل يوما ولا ندون تجاربنا فسوف نحرم البشرية من جزء مهم جدا من مكوناتها وهو بناء تراكمي ينتفع من خلاله اللاحق من السابق بما سطر وبما اخترع وبما ألف وبما ابتكر وعكس ذلك هو الموت الفعلي لنا جميعا، أنت لست أبسط من كل هذه الالاف التي تملأ العالم بما تفعل، لست بعيدا عن مستوى تفكيرها وعن مستوى اهدافها، الفارق فقط يكمن في الايمان بما تفعل، شارك العالم ما تفعل فما تفعله يعتبر كبيرا رغم أنك تراه ضئيلا جدا ولا يكاد يذكر، حتى لو ربيت حمامتين فوق سطح بيتك لتتكون عائلة من الحمام هناك بعد شهر فتلك تجربة يجب ان تشاركها العالم فهنالك الالاف غيرك يريد ان يربي حمامة فوق سطح بيته ولا يعرف، ولا تقل لي هنالك الالاف غيري ممن يفوقني خبرة فليلجأ اليهم وهنا اذكر لك مثالا بسيطا عن خطأ رايك فذات مرة اتصل بي شخص من تشيكوسلوفاكيا لانشر له مقالة اعلانية في موقعي البسيط هذا رغم ان موقع الجزيرة العملاق كان امامه ورغم موقع الفايس بوك الرهيب كان امامه والعشرات غيرهما كانت امامه ورغم ذلك لجأ الي.

دون تجاربك وشاركني وشاركها العالم فذلك أجمل ما يمكن تصوره في حياتك كلها.

*****
سلسلة ماذا قدمت لهذا العالم؟

1 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ – مقدمة

2 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟  (2)

3 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ (3)

4 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ (4)

5 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ (5)

6 – ماذا قدمت الى هذا العالم ؟ (6)

يتبع

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.