معاناة أطفال الحروب

من الذي يعش مشاعر 

طفل الحروب،

 الطفل

الذي يعيش بطفولته

الحرب والقتل وأزيز الموت 

وضجيج القتل 

وحال النزوح  والجوع  والخوف، 

يأ ترى ماهي المشاعر التي يحملها 

مأ تفكيره عند شروق الصباح 

ماهي سياسته عند الظهيرة ،

ماهي تحليلاته عند المساء 

حاضره كيف يعيشه وهو محصور الحرية لطفولته،

مستقبله كيف يرسمه في

خياله ببراءته؟،

ماهي احلامه النهارية التي يناقشها مع أقرانه ؟

ماهي أحلامه الليلية التي 

يتحدث بها في صباحه؟،

ماهي أحلامه وطموحاته  وأهدافه؟

والمشاهد أمامه

 دماء … خراب 

دمار، فساد، نار، غلاء،  حرمان،

هل من الممكن أن يلخص 

مستقبله في ذاكرته؟ 

التعليم 

الجامعة 

مرحلة نعومة الشباب والفتوة،

إستقلالية عمل وظيفة زواج 

أولاد،

أم قد يكون يفكر حاليا 

بالظلام والليل  والضنك والبؤس والجوع والعري 

والفرار والتشرد 

والدماء والموت والمقابر،

ياعقلاء …  يا ناس …  ياعالم … يا بشر 

اين حق الطفولة؟  اين حق البراءة؟ 

اين حق الصغار؟ 

أطفالنا …  أرواحهم تزهق 

وأوصالهم تتمزق وقلوبهم تُفجع

وعيونهم تدمع وصدورهم مكلومة،

أمام هذه الجروح الغائرة 

والحروب الغاشمة الجائرة 

ذبح الأطفال في مهدهم،

إنتهكت براءتهم 

وأحرقت حدائقهم 

وأضمرت بطونهم 

وشاخت قلوبهم قبل رؤوسهم،

واحدودبت صدورهم قبل ظهورهم 

إبن الخمس سنين صار اليوم مسؤولا عن رعيته 

لفقده والده 

أو عجزه،

فأصبح بطفولته  يتقمص قميص العائل يستجلب رزقا 

من خلفه.

وإبن العشر سنين يحمل الأثقال والاحجار 

ليعود الى منزل به أفواه فاغرة 

تنتظر ثمرة عرق جبينه لتسد جوعتها،

وذاك طفل ألزمه الواقع والحال للتسول،

وطلب الإعانة 

ياقساة … أطفالنا أيتام  بين آبائهم 

مشردون في بيوتهم،

يعيشون القساوة في أعتى صورها 

والحرمان بأعلى مراتبه،

ولأ عجب إذا  تحول طفلنا هذا  

في قادم أيامه وعمره وسنواته 

المُرة الشديدة 

إلى أحمق،

 لأ يعرف اليمين من اليسار  

أو إلى فاشي لأ يفرق بين الحيوان والإنسان 

أو إلى نازي لأ يفرق بين الحلال والحرام 

أو إلى سفاح لأ يفرق بين العدو والصديق،

أو إلى ماشئتم من قواميس الجريمة 

والإخلال والأفساد في الأرض،

 لماذا؟  لأنه جاء نتاج 

المآسي البشعة والبربرية القذرة وعاصر الوحشية 

ومرارة الحال الصعب،

هذا هو طفلنا بإختصار 

ولكني أقول لك يأطفلي 

لا عليك ……لا عليك 

هدئ من روعك 

ألمُ اليوم ستنساه غداً 

ومحنة اليوم ستزول 

والهم والكرب الذي تتجرعه 

سيضحمل ويذهب 

في القريب العاجل،

هي ظلمة وسيمحوها نور الصباح 

حينها لن تسمع

دوي الانفجارات 

ولأ أزيز الصواريخ والطائرات 

ولن ترى شلالات الدماء،

ولن تسمع عن أخبار القتلى

ولا الأشلاء ولا الجرحى،

غدا ستعود الى منزلك 

ومدرستك وحديقتك 

وسيعود الوالد والجار  والفلاح والتاجر 

سيعود الجميع 

إلى الوظيفة والمزرعة والبستان

والمحل والدكان،

طفلي لا عليك

فالقادم بإذن الله هو الخير

لأ تخف،  أبشر بإذن الله ،

بالسلامة والأمان………

بقلم   عبدالحميد الكبي

كاتب يمني وناشط في مجال الطفولة و عضو سابق في حكومة أطفال اليمن 2014 – 2016

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.