اكتشاف الطلسم – ايران على الدراجة (4)

كالعادة دائما، أثناء سيري يقف الكثيرون قربي لمدي بما تيسر او لعرض المساعدة، الشعب الايراني مثل الشعب التركي قمة في رفعة الاخلاق والكرم والبشاشة، التعاطي الاعلامي ظلم هذا الشعب بشكل كبير حتى اصبح كالطلسم لدينا.
التقطت صورة مقربة للحجر الذي يضع الشيعة جباههم عليه عند السجود

حسب اتفاق الامس، التقيت مع المجموعة لتناول الافطار وكان الامر كذلك، لقاء جمع دراجين من مختلف الدول والاعمار: تونس، ايران، فرنسا، مونتينيقرو، المانيا، تحادثنا وتبادلنا الصور، كان الجو لطيفا حيث دعوتهم خلاله لزيارة واكتشاف تونس بالدراجة. صباحا ودعتهم على الامل اللقاء يوما ما …

على الساعة العاشرة انطلقت نحو تبريز، كانت اشعة الشمس حارقة وبداية الطريق صعبة حيث يتوجب علي عبور جبل للمرور الى الجهة الاخرى وذلك غير ممكن الا بدفع دراجتي اغلب الوقت، من حسن حظي كانت هنالك اشجار ومتاجر للاستراحة.

عند الساعة الواحدة والنصف وصلت مدينة صوفيان، في اطرافها تمت دعوتي من طرف احد الحدادين للاستراحة وشرب الشاي، لبيت الدعوة لاكون مع اخوين من اكراد اذربيدجان، لغتهم الاذرية تشبه التركية لكن عند نطقها تحس وكانها لكنة صينية، بعد ذلك تناولنا الغداء وكان خبزا وشايا وعنبا.

عندما انطلقت كان الطريق نزولا في اغلبه وعلى جانبيه تنتشر ورش الميكانيك والدهن والحدادة وبيع الخردوات والنجارة وبيع السيارات المستعملة والشاحنات، على طول عدة كيلومترات تمتد محلات متلاصقة بكل الاختصاصصات، الطريق مزدحم حيث يعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط شمال وجنوب ايران، من المؤسف حالة الطريق التي كانت في حالة رديئة وتشكل خطرا على مستعملي الدراجات، اعترضتني العديد من اشغال البنية التحتية المعطلة او المتوقفة تماما، قناطر، توسعة طرقات و غيرها، ارجح ان يكون من تداعيات الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على ايران منذ سنوات. واصلت طريقي مسرعا لاني اريد المبيت في تبريز ثالث اكبر مدينة بعد طهران ومشهد وتعتبر مركز محافظة اذرابدجان الشرقية، يقطنها قرابة المليوني ساكن، تشتهر بمعامل البتروكمياويات والاسمدة و الاسمنت و تركيب السيارات.
وصلت اطرافها قبيل المغرب ولكبر حجمها علي قطع 18 كم لاصل وسطها، ليلا كانت بالمدينة حركية كبيرة، المتاجر والمحلات مفتوحة، الحركة المرورية رهيبة، الانارة العمومية ضعيفة جدا، في بعض الشوارع ظلام دامس، ضعف الانارة حتى في مساحاتها الخضراء ولا اعرف هل السبب تقشف أم قلة صيانة.

سوق البهارات متنوع جدا وبه منتوجات لا اعرف لها اسما عندنا ولم اشاهدها مطلقا، الغلال يقع تجفيفها وعرضها، كل الغلال تجفف بشكل رائع

استغربت طريقة الحساب في المتاجر حيث استعمال المعداد المدرسي …

اما طريقة ري الحدائق فهي تختلف …

لدينا قديما انتشرت سيارات 404 … هنا تنتشر هذه النوعية …

المساجد بقباب فضية …

يعتمدون المنازل الجاهزة في البناء، فيضعون اعمده الحديد اولا …

ليكون البناء النهائي هكذا …

في مدخل المدينة مجسم لطائرة حربية …

ثم مجسم غريب اخر ولا اعرف رمزيته … موقد نفطي

هذه سيارة تعليم سياقة … بالنسبة للمرأة يجب ان تكون المعلمة امرأة

تناولت لمجة “كبدة” بدينارين، لاحظ شكل الخبز الغريب

عرفت ايضا أصل تسمية “دفتر خانة”

لاحظت شيئا آخر حيرني … ايران ليست منغلقة كما كنا نظن

كنت في طريقي نحو الحديقة العمومية Baharan Park والتي نصحوني بها للمبيت عندما لمحت محلا كبيرا لبيع الاشجار و نباتات الزينة

كان مرتبا بشكل جيد، طلبت من صاحب المنبت الاذن لنصب خيمتي و المبيت لديهم

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران. ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.