دورة تعلم اليوجا – وسائل الانتشار

كيف انتشرت اليوجا كل هذا الإنتشار بعد أن كانت حبيسة المعابد في الهند أو في الصين أو في التبت ؟، هذه الفلسفات انتقلت أولا الى الغرب الذي جملها وحسنها وسوق لها بأسلوب رائع ومميز جعل منها علما قائم الذات، وميزة هذا الغرب قدرته الكبيرة والرهيبة في الدعاية لكل فكرة بمنطق تجاري أخاذ، والأمثلة لدينا كثيرة، فحتى “ستار أكاديمي” جعلوه أكاديمية وجعلوا أعضاءه طلابا يأخذون العلم الرائع على يد أساتذة دكاترة في الرقص والعزف والغناء وتبديل الخطوة، كل شيء أعدت له دورات وشهائد رسمية من مختص في الطاقة النووية الى مختص في قراءة الفنجان الى مختص في العلاج بالسر القرآني الى أستاذ في العلاج بالألوان، كل عنصر من عناصر هذا الوهم له جمعيات ومؤسسات تدافع عنه وتنشره وله مجلات مختصة وله فروع في كل المعمورة وله مترجمون وناشرون وإمكانيات أخرى كبيرة وكثيرة، وللذكر فقط وليس حصرا، فليس بامكاني مهما فعلت ادراج كل وسائل الانتشار، ولكن اذكر بعض الوسائل المتبعة أو أبرزها على الأقل:

  • المجلات والدوريات المختصة
    لديهم مجلات مختصة ومجلات رسمية تصدر وتوجه و تبرمج الدورات وكل ما يهم مجال الاختصاص، هذه تسوق بشكل جيد لتكون رافدا تجاريا هاما.
  • كتب موجهة
    وهذه تكتب بكل اللغات تقريبا وكلها تنظر لها كفكرة فلسفية ورياضية وصحية، وصنفوا كما تكلمنا سابقا اليوجا لعشرات التصنيفات وأوجدوا مطبوعات لكل تصنيف
  • إسطوانات سي دي – و دي في دي
  • عن طريق الفيديو
  • المراكز المختصة في الراحة النفسية: هذه ترفع اليوجا كطعم جيد جدا لاصطياد من يأتي، إقرأ مثلا هذا الاعلان الخاص بدورة ينظمها مركز عربي شهير:
    دورة جديدة تبدأ في ….
    نحن في …….. نقيم دورات تعليمية عن النظام الغذائي الصحي المتوازن وغيره من العلوم، مدة الدورة ستة أيام، يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء. (نقدم ثلاث وجبات ماكروبيوتيك يوميا للمشتركين)
    تتضمن الدورة ما يلي:
    – شرح للنظام الغذائي الصحي الماكروبيوتيك وكيفية تطبيقه
    – تحضير وصفات علاجية منزلية
    – يوجا
    – تأمل
    – علم الألوان والطاقة
    – التدليك الذاتي والوخز بالإبر
    – عرض أفلام فيديو
    – تنظيف الأذن عن طريق الشمع، الكي، ولصقات الزنجبيل وغيرها ….”
  • الأنمي والأفلام الكرتونية
    قد يبدو الأمر غريبا وأنا أربط تعلم اليوجا وأخواتها بالكرتون الموجه للأطفال، وبالفعل فالأمر مر ويمر ببساطة شديدة يوميا ويقدم وجبة ثقافية وفكرية ملغومة لأطفالنا دون أن ندرك، فأنمي اليابان مثلا يقدم ثقافة غريبة عن بيئتنا ويقدم نماذجا بشرية لن تجدها إلا في إطار فكري يدور حول اليوجا وأخواتها.
    أتذكر عندما كنت طفلا متابعتي لسلسلة نينجا بإسم “ساسوكي” وكنت مدمنا وعاشقا لها وأتابعها يوميا، كان ساسوكي هذا يحارب الأشرار بالتحول من خلال “فن الكوجا” الذي يمارسه، وهذا الفن يمكن ممارسه من التحول لاي وحش أو حيوان يريد وفق الهدف المقصود، وأذكر انه ذات مرة تلقى ضربة بسيف شطرته نصفين وبقي حيا يقاتل ضاحكا، عرفت بعدها أنه مارس فن التخيل كــ”تكتيك” حربي للتمويه، كنت محتارا جدا وقتها، عندما كبرت ومارست اليوجا أدركت أن من إمكانياتها القدرة على فعل كل ما كان يمارسه بطلنا “ساسوكي”، كان “ساسوكي” كفكرة وثنية سوقت لنا ضمن كرتون ممتاز أبهرنا صغارا وكبارا أيضا، وعرفت أن النينجا في حد ذاته كمصطلح فضفاض لنا ومبهم وغير واضح الملامح والمعالم هو ترقي يصل بك الى مرتبة الله ضمن تطور مطرد ينطلق من البسيط الى المعقد، وعندما أتذكر محبتنا الكبيرة لأشرطة النينجا أدرك أننا فعلا في واد سحيق من الإستبلاه غير المحدود.
    الكثير من القنوات العربية عرضت ولفترة طويلة سلسلة كرتونية شهيرة باسم “ناروتو” ووصل الامر ببعض محبيها أن أفردوا لها مواقعا ومنتديات مختصة تطرح كل جديدها، لنلقي نظرة سريعة على قصة ناروتو هذا.
    تبدأ قصة ناروتو كما جاء في ويكيبيديا: “بعد أن هاجم السباعي الثعلب الاسطوري ذو التسعة ذيول أو الكيوبي قرية كوهونا فقتل العديد من سكانها وخرب فيها تصدى له الهوكاغي الرابع، فضحى بحياته ليستعمل عليه جتسو ختم الشيطان الميت ليسحب روحه ويحبسها في جسد مولود جديد هو أوزوماكي ناروتو، رأى أهل القرية في الهوكاغي الرابع بطلا كبيرا لتضحيته بنفسه، لكنه قبل أن يموت أراد أهل القرية أن يعتبروا ناروتو بطلا أيضا لأنه المكان الذي حبس في داخله الثعلب ذو التسعة ذيول، لكن أهل القرية نظروا إلى ناروتو بعدم محبة ولم يريدوا الاختلاط معه لأنهم دائما يتذكرون انه يحمل معه الثعلب الذي كان سببا في حزنهم يوما ما”. والثعلب ذو التسعة ذيول هو إله النار لديهم، و ما يهمني في كل هذا هو أن كل الفنون الحربية المتبعة هي كل ما تنادي به اليوجا وأخواتها، من إدراك و تأمل و استعمال الطاقة الكونية ضمن تناسخ غريب للارواج في أنمي خيالي لدينا ومنطقي لديهم لأنه يخرج من أصل ثقافتهم التي يؤمنون بها، ونكون بالتالي مجرد ببغاوات نردد ما يقولون دون فهم او ادراك.
    مثال آخر آخذه ضمن حديثي عن هذا الامر وهو سلسلة شهيرة اسمها “سيف النار”، سيف النار سلسلة عنيفة جدا، فبطلها سيف النار وفي محاربته للشر يقتل بين 50 و 60 في كل حلقة، بتطبيقه لفن نجم الشمال يمكن لسيف النار التحكم الفائق بإدارة أية معركة وهو الرابح دائما، ودون الدخول في تفاصيل السلسلة سآخذ الشخصية المحورية سيف مع شخصية اخرى تعتبر الثانية في الأهمية بعد سيف النار، ولأبين من خلالهما أن السلسلة موجهة دون أن ندرك، سيف النار تتلمذ مع الكثيرين ليكون أحدهم الوريث، أي وريث فن قتالي تدربوا عليه وهو فن نجم الشمال، كان المرشح لهذا توكي، ولكنه مرض فأصبح سيف النار هو الوريث الأوحد لهذا الفن، وسيف يعرف أيضا بصاحب الجراح السبعة، وقد يسأل سائل لماذا جراح سبعة وليست ستة او عشرة مثلا، ببساطة شديدة يجب ان تكون سبعة، وهذه الجراح أصيب بها في معركة مع الاخ الاكبر Raoh والجراح كانت بدقة كبيرة لأن مسببها كان يضرب مراكز الطاقة لسيف النار وهي سبعة مراكز لدى كل الفلسفات الشرقية الوثنية، وقد قال له بعد المعركة: انتهيت يا سيف، فقد ضربت لك مراكز طاقتك فاستسلم، وبالتالي يتركز في مخ الطفل أكبر مرتكز لليوجا وأخواتها والتي بقيت وستبقى محل جدل لا ينتهي، الشخصية الثانية هي توكي، و كتعريف لتوكي نجد ما يلي” توكي الاخ الاكبر من كينشرو وكان مؤهلا ليكون الوارث الوحيد لاسلوب HOKUTO SHINKEN لكن مرضه حال دون ذلك بسبب تعرضه لأشعه نووية فقد كان ينقذ كينشيرو ومجموعة من الناس من خطر هذه الاشعة بإدخالهم لملجأ، معرضا نفسه لخطر هذه الاشعة، عرف توكي بطيبة قلبة ومساعدته للناس واستغل اسلوبه في علاج الاطفال والمسنين والجرحى ولكنه لم يستطع علاج نفسه من المرض الذي كان يقضي عليه ببطئ.، السلسلة لم توضح كيف استطاع توكي الافلات من العاصفة النووية وكل ما بينته هو ان توكي وجد بعد اسبوعين او ثلاثة كصنم في الغبار النووي، هذا لم يقع الإجابة عنه، فتوكي تقوقع على نفسه دون تنفس او حركة تنفيذا لمرحلة متقدمة من مراحل اليوجا، بالطبع هذا لم يقل في السلسلة ولكن استنتاجا خاصا مني بعد ممارستي لليوجا، توكي كان مختصا في علاج الناس، بأسلوب نجده بكثرة في سلسلة سيف النار، هذا الأسلوب هو الريكي، فتوكي كان ممارسا ومعلما للريكي أحد إخوة اليوجا، وهو فن لديه ممارسين ومدربين عرب ملؤوا الانترنت بتجاربهم تماما كما ملؤوها بضجيجهم وصياحهم، معربو السلسلة لم يتكلموا من قريب او بعيد عن الريكي أو استعمال الطاقة الكونية في العلاج و ما نقلوه هو طيبة قلب توكي وكل طفل يشاهد سيف النار سوف يحب توكي لحد النخاع وسوف يحب أسلوبه وطريقة تفكيره، اي طفل يشاهد سلسلة الأنمي الياباني خصوصا سوف يكون معجبا باليوجا والريكي و يؤمن بتناسخ الارواح وعلمية فن التحول والتشكل وبامكانية استعمال الطاقة الكونية في العلاج وعشرات التنظيرات لفكر وثني بمتاهاته الكثيرة والكبيرة، أما عن الانترنت فحدث ولا حرج، فأغلب المواقع والمجموعات ليست سوى صدى وتكرارا لبعضها البعض وما يهم موضوعنا أن مدونوها ساهموا في تكريس هذا الفكر المتخلف وكتجربة ضع يوجا في محرك البحث وسوف تتفاجأ، إسطوانات مشروخة تعيد نفس الكلام بنفس الغباء والجهل وبنفس الأخطاء المطبعية.

من المؤكد طبعا أن هنالك الكثير الاخر من وسائل الانتشار التي ترمى في حضن من لا يعرف فينشرها في كل ركن يصل اليه وهو لم يفهم أنه كان بيدقا شغل لقضاء مهمة، هذه المهمة تظهر بسيطة ولكنها كارثية بكل المقاييس، فما ينشر يحدد الآن والمستقبل وما بعد الموت أيضا، يحدد الآن في نشر فكرة مبهمة ومتخلفة واتباع العشرات والمئات لها وهم كالأنعام لا يعرفون ما يتبعون، يحدد المستقبل في ظهور فئات تنظر لشيء رائع في خارجه ومسموما في باطنه، ويحدد ما بعد الموت لأن هذه البلاوي تقود متبعها سريعا ليكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, ولهذا فالأمر ليس بسيطا أبدا.

تدوينات دورة تعلم اليوجا

 

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.