دورة شاملة في تعلم اليوجا – البديل

في تدوينتي السابقة ذكرت اننا أعطينا ما لا يخضع للتجربة والخطأ أو التعديل ولا للإضافة، هو برنامج متكامل، لكن ما هو بديل اليوجا هذا الذي لم يتغير ولم يطور لأنه خارج من حكمة غير حكمة البشر، هذا البديل هو أن تكون مسلما وكفى، كل ما درسته وطبقته في اليوجا ولمدة طويلة وجدته في حديث نبوي واحد، كل الشهور التي قضيتها في صيد الراحة النفسية باليوجا وجدته في جزئية من آية قرآنية واحدة، كن مسلما صادقا مع نفسك، اقرأ القرآن بتعمق وليس كمن يقرأ صحيفة رياضية، هنالك أحاديث نبوية تحقق لك لو طبقتها أضعاف ما تحققه لك اليوجا، لا يفيد أن أسرد عليك هذه الاحاديث إذا لم تكن صادقا مع نفسك، أنت فقير ومحبط أو عاطل عن العمل، أو او او … أحس بك وأعرف كيف تفكر ولكن لا تخطئ مثلي وتهرب الى اليوجا، أنا هربت إليها وعندما عرفت حقيقتها هربت منها ووجدت سعادتي في كلمة واحدة من سيد الخلق، لأكون غنيا أرضى بما أعطاني الله ولأكون قويا أتقي الله وليحبني الناس علي أن لا أطمع بما في يد الناس، إرجع الى سنة نبيك و سوف تجد فيها أكثر من مليون مرة ما تعدك به اليوجا، إذا كنت فاشلا أو تحس أنك فاشل، إقرأ قصص الناجحين من أمتك ومن غير أمتك، أناس نجحوا وحققوا السعادة في هذه الدنيا بلا أي مال، بالارادة والعزيمة وليس بخنوع اليوجي وتزمته ورفضه لكل ما اعطانا الله من خيرات، حدثني صديق لي قائلا أنه سكن مع هندوسي لمدة سنتين، طيلة عامين لم يأكل لحما او تفاحة او موزة أو تمرا ولا شيء سوى بعض الأرز الأبيض مع قليل من البصل، قال لي حاولت إقناعه بما أوتيت ليأكل معي مرة واحدة فقط وفشلت، طيلة عامين يرفض ما أنعم الله به على عباده، لماذا؟ حرمانا لهذه النفس من الشهوات الدنيوية لتسمو وتصبح الرغبة، مجرد الرغبة جريمة، هؤلاء الأتباع الحقيقيون لليوجا، هؤلاء الاصليون الذين سيعلمون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كيف يرتاحون نفسيا وكيف تسمو أرواحهم، تجد المسلم، لم يجد في كل كتاب الله وفي كل سنته وفي كل ما كتبه العلماء من قرون، شيئا واحدا يريح نفسيته التعبة، ليعلمه وثني، ليس مسيحيا ولا يهوديا، ليعلمه وعلى مراحل، التأمل والإسترخاء للسيطرة على هذا العقل المسبب لكل الشرور، فلو سيطرنا عليه، قضينا على هذه ” الأنا ” ولم يعد إلا الإنسجام الكامل مع “الكل”، وإذا مسحت “الأنا” وحل محلها “الكل” يحصل الانسجام الكلي مع كل ما هو موجود فينتفي الشر الذي تولده الأنانية الشخصية ويحصل السلام للجميع، ألا تجد كل هذا في حديث نبوي واحد “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، حديث واحد يقلب أكبر أهداف اليوجا، “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” ألا يسحب البساط من كل خرافات الراحة النفسية لليوجا، والغريب أن من يعلمونك اليوجا يضربون أساس اليوجا، فاليوجا نظام روحاني بالأساس هدفه السمو بالروح عن كل الشهوات الحيوانية لها، فأول شيء تهدف اليه اليوجا هو عكس ما أراه واقعا، ويكفي ان أقول لك أنك مهما كرهت واقعك فلو تكشفت على الغيب لاخترت الواقع، أنا مارست اليوجا ونجحت فيها بامتياز وفي حصص التأمل أدركت أشياء لن تدركها مهما حاولت، وتحكمت في ضبط الهواء في صدري دون شهيق او زفير لمدة أتحداك أن تصلها وجرب للحظات (وأنت تقرأ كلامي هذا) أن تمسك الهواء في رئتيك، دقيقة أو دقيقتين، أعرف انك لن تستطيع تجاوز هذه الدقيقتين، وأرجوك جرب الامر، أنا واظبت وحققت في مدة قصيرة خمس دقائق ونصف دقيقة أخرى؟ ولكن هذا يا صديقي ليس باليوجا؟ هذا اكتشفته بعد ذلك ولكن بماذا إذا؟ بالتمرن والتعود والإرادة. على سجادة الصلاة (وليس على سجادة ممارسة اليوجا التي ينفخون فيها لأنها تجارة أكثر منها رياضة، وكمثال أمامي، سجادة يوجا في متجر الكتروني بثمن يساوي 250 يورو، جراية موظف عندنا، ماذا ستفعل هذه الشركة المنتجة لو اقتنع كل الناس أن اليوجا عبادة للشمس وهذا مثال من ملايين الامثلة) وبعد انتهائك منها، وانتهاء أذكارك، إجلس بهدوء وطمأنينة، واقتنع أنك عبد لله وأنك سعيد بما أعطاك، أهم شيء أترك دماغك يقتنع بهذا فهذا هو الأساس، إقتنع أنك قوي وأنك ايجابي وأنك تحب أهلك وجيرانك، قارن نفسك بما تراه في جولة قصيرة في أحد المستشفيات، وادعوك ان تحب الله، نعم تحب ربك، فالحب الإلهي نعمة لا تتصورها، وعبادة الحب تختلف كثيرا عن عبادة الخوف، أحب من خلقك وأسعدك، أغمض عينيك واترك نفسك تسرح بين الأزقة الفارغة ليلا، قف أمام باب بيت الشخص الذي تخاصمت معه اليوم، أنظر اليه هادئا في سريره، أنظر اليه نظرة مختلفة ستجده طيبا واسأل نفسك هل تستحق هذه الدنيا ان تهين هذا الشخص، قبل جبينه وعد الى منزلك من طريق اخرى، عندما تقوم من النوم صباحا، أنظر لوجهك وأنت على السرير، بالطبع تنظر إليه بدماغك، إقتنع أن وجهك جميل وجذاب واقتنع بهذا حتى لو أحسست أن المرآة تكذب رأيك هذا، ما أريده هو أن تقتنع أن الله أقوى من المرآة وأقوى من عينيك وأن صورتك تلك هي نعمة من الله، ونعمة لا تقدر بثمن، هذا التأمل الذي أريده لك، إجلس تحت شجرة وتأمل عظمة الله في الفضاء الواسع أمامك، أنظر لتلك النملة الصغيرة نظرة أخرى مغايرة، ليست النملة ذلك الكائن الصغير الحقير ولكنها ذلك المخلوق الكبير الذي ذكره رب العزة في كتابه، أنظر لتلك الحمامة ولكن ليس بنظرة الصياد الذي يريد قتلها ولكن نظرة جديدة فيها أن هذا الكائن الرائع هو من بقي في عشه أمام الغار وأنها الآن تجمع الحب وتشقى من أجل فراخ ينتظرونها، وأنت في طريق العودة تشاهد إمرأة تنعت بالرذيلة، لا تحتقرها وتسبها ولكن أنظر اليها نظرة تلك التي غفر الله ذنبها لأنها سقت ذلك الكلب العطشان، وادعو لها بالهداية، بعدها تشاهد سكرانا يتمايل، أدعو له بالتوبة فقد يستجيب لك الله فتكن من كاسبي أجره، وقد يكون ممن يسبقك الى الجنة التي تنشدها، إذا كسبت كثيرا من المال، فاعرف أنه ليس لك وإنما هو مال الله في يديك، التأمل، ويا لها من كلمة أفرغوها من محتواها، تأمل كما تريد و لكن ليكن تأملا إسلاميا عاديا جدا ولكل من ينفخون لك في تركيز اليوجا ماذا يقولون في قصة سعيد بن جبير رضي الله عنه عندما اقتادوه للحجاج وفي الطريق رفض المبيت في صومعة مسيحي لأنه أقسم أن لا يبيت عند مشرك فقالوا له أن الليل قادم بأسوده ووحوشه وسوف تاكلك اذا بقيت في الخارج فرفض وفي الصباح خرجوا ليجمعوا عظامه لو بقيت، فوجدوه نائما مستندا على الاسد، بماذا طوع هذا الوحش؟ باليوجا أم بتقوى الله؟ وماذا لديك؟ لديك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعشرات القصص الرائعة لأجدادك على مر التاريخ بدون يوجا ولا غيرها، ولديك العشرات من مراجع الدعم: كتب ومواضيع ومدونات تحكي نجاح الاخرين الذين ليسوا أذكى منك بأي حال من الاحوال، وهنالك العشرات من تجارب النجاح العربية التي لا تطلب سوى ان تبحث عنها، من بلاوينا أننا لا نعرف ولكننا نصر على أننا أعرف من أي عالم، أعد صياغة نفسك من جديد فإنك ضائع في طريق مسدود، أنت متعب ومنهك وناقم على الدنيا لأنك لم تحدد هدفك؟، حدد ماذا تريد بالضبط وسوف ترتاح، أعرف أن هنالك من سيعارضني في رأيي حول اليوجا، وهو حر في ذلك فقد يكون يدافع عن مورد رزقه ولكن من العيب ومن المؤلم أن يكون مورد الرزق ضمن حبة مسمومة مغلفة بالشوكولا، قد يقول من يعارضني ان اليوجا تطورت وأخرجت نسخا بعيدة كل البعد عن الشكل التكفيري الذي أتحدث عنه، أنا أراها بنفس المنطق الذي نرى به المسيحية بين ارثدكس وكاتوليك، او الاسلام بين شيعة وسنة، او الماركسية بين ماوي او لينيني، تصنفون كل نظريات وأديان العالم بوضوح تام لا لبس فيه ونصل اليوجا لنبرر تقسيماتها بين ملحدة ومؤمنة، أنا أخذت اليوجا من أصلها، قبل كل التطويرات التي ادخلت عليها لتبرير وثنيتها، وهذا يكفيني لرفضها ولأقدم دليل وثنيتها، وأنا لا أتهم هندوسها بترويجها ولكن تجار كل السلع من السجاد الى الكليب الغنائي الى المبادئ، الى اليوجا، هي تجارة وجدت متلقيا غبيا لها فأرجوك لا تكن مشتريا غبيا وهذا يكفيني.

تدوينات دورة تعلم اليوجا

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.