دورة تعلم اليوجا – الطاقة الكونية

متابعتي لليوجا فتحت لي بعض الأبواب المخفية لمزيد معرفتها، وجدتها تمثل وهما قاتلا فعلا، فليس أكبر من القتل سوى الكفر بالله سبحانه وتعالى، وكل ممارس لهذه اليوجا أو إحدى أخواتها سيدخل يوما ما باب الكفر من أوسع أبوابه.
ضمن موضوع رائع للكاتب محمد سعد حول هذه الفلسفات اقتطف منه بعض الاقتباسات تزيد في انارة الموضوع باكثر دقة، يقول الاستاذ محمد: “اليوجا، والتاي شي، والماكروبيوتيك، وغيرها، رياضات عقلية وبدنية فلسفية، انتشرت الدعوة إليها في الآونة الأخيرة، في بعض البلاد العربية وغيرها، وأقام بعض دعاتها مجموعات ومدارس لتعليمها، وألفوا أو ترجموا في سبيل نشرها والدعوة إليها العديد من المؤلفات، وهي وإن كانت رياضات فلسفية قديمة، إلا أن شهرتها زادت بالترويج لها عبر وسائل الإعلام الحديثة من قنوات فضائية وإنترنت، ولا عجب من رواج تلك الرياضات لدى غير المسلمين في الغرب أو الشرق، وإنما العجب من اغترار بعض المسلمين بها، إلى درجة نصح بعضهم للآخرين بها والدعوة إليها، بعبارات براقة، وتحت مسميات مختلفة، مثل الوصول إلى قوة التركيز ونقاء النفس وصحة البدن والوقاية والعلاج من الأمراض، بإطلالة سريعة على أصول تلك الرياضات يتبين أنها ليست تمارين عقلية وبدنية مجردة، بل هي في الأصل طقوس وعبادات وثنية لديانات وفلسفات صوفية وكهنوتية لها تصوراتها الباطلة عن الخالق والإنسان والكون، غير أنها تختلط ببعض ما يكتسبه البشر من خبرات علاجية وصحية، من تمارين وحركات رياضية، قد تفيد أو لا تفيد من الناحية العقلية أو البدنية.
“يتضح من خلال النظر في تلك الرياضات الفلسفية، على اختلاف أنواعها وأسمائها، أن بينها عقائد وطقوس مشتركة، لأنها تعود في الغالب إلى الفلسفات والديانات الهندوسية والبوذية، منها وجود طاقة أو قوة كامنة في الإنسان منبثقة من قوة الخالق، وهو ما يعرف بعقيدة (وحدة الوجود) ، وتلك الطقوس كلها تسعى بأشكال مختلفة، إلى إخراج تلك الطاقة بالتوحد مع الذات العالية، وإيجاد التناغم بين الجانبين السلبي الإيجابي الذين يتكون منهما الوجود، والاستفادة من ذلك في التركيز والصحة وعلاج الأمراض، من خلال تصفية النفس، والصمت والاسترخاء والتأمل”
“اليوجا Yoga مذهب فلسفي هندوسي، يهدف إلى السيطرة التامة على الجسد، وضبط القوى الحيوية، وبلوغ الكمال، ومن ثم الاتحاد بالروح، وذلك بالتصوف والتنسك، كالجلوس طويلاً من دون حركة إطلاقاً، والتأمل, وجاء في (معجم ديانات وأساطير العالم) أن “يوجا” (Yoga) كلمة “سنسكريتية تعني : “النير” أو “الاتحاد”، وهي مدرسة هامة في الفلسفة الهندوسية، أثّرت بقوة في الفكر الهندي، نصوصها الأساسية هي “سوترا اليوجا”، والجانب العملي في هذه الفلسفة أهم من النظري: ضبط النفس، والجلوس في وضع معين، الامتناع عن ممارسة الجنس ..إلخ”.
هنالك مسألة أخرى مرتبطة باليوجا وأخواتها حيث يشار دائما أن السعادة تكمن في اطلاق الطاقة الكامنة في الجسم، وتفصيلا القضاء على المعادلة بين الطاقة السالبة والموجبة والتشبع بالروح الكونية التي تغطي كل ركن في هذا الكون المترامي الاطراف، بالطبع اليوجيون العرب المسلمون يغيرون الطاقة الكونية بروح الله التي تشمل كل شيء، وامتلاك تلك الطاقة يتطلب القيام بكل الانشطة المساعدة لامتلاكها من اليوجا الى الريكي الى باقي السلسلة، وجعلوا للطاقة منافذا في الجسم يقع التركيز عليها. الطاقة، هذا الاسم البسيط الذي سخره لنا المولى سبحانه وتعالى لخدمتنا، هذه الطاقة تحولت لطاقة أخرى ليست التي نعرف، الطاقة الكونية، قوة كل المسميات الصنمية.
هنالك دراسة جادة جدا بعنوان “حقيقة العلاج بالطـاقة بين العلم والقرآن” بقلم د فوز بنت عبداللطيف كردي و د عبدالغني بن محمد مليباري وقدمت في مؤتمر العلاج بالقرآن بين الدين والطب (أبوظبي) . تقول الدراسة في مقدمتها “العلاج بالطاقة أمر بات اليوم يتداخل مع كل أنواع العلاج ويحاول أصحابه ومروجوه إقحام فلسفته حتى في العلاج بالقرآن بعد أن جعلوه فرعاً من فروع الطب البديل فهناك من يلوي أعناق النصوص بزعم أنه يوفق بين العلم والدين وهو في الحقيقة ينشر أفكارًا لا تمت بصلة لا للعلم ولا للدين”، “أما الطاقة الكونية المقصودة في تطبيقات الاستشفاء الشرقية فهي أمر آخر لا علاقة له بالطاقة الفيزيائية من قريب أو بعيد – رغم ادعاء مروجيها- لذلك يسميها بعض العلماء الغربيين الطاقة اللطيفة أوالطاقة غير الفيزيائية ( Subtle and non-Physical ) واشتهر إطلاق اسم (Putative Energy) أي الطاقة المزعومة، أو الافتراضية، أو المظنونة. وحقيقة هذه الطاقة نظرية فلسفية عقدية قامت على أساس التصور العام للكون والوجود والحياة عند من لم يعرفوا النبوات أو يكفرون بها ومن ثم يحاولون الوصول إلى معرفة الغيب وتفسير ما وراء عالم الشهادة بعقولهم وخيالاتهم، لذا أسموها الطاقة الحيوية، وطاقة قوة الحياة، وطاقة الحياة باعتبار عقيدتهم فيها من أنها مصدر الحياة فلا توجد الحياة بدونها.كما أسموها (الطاقة الكونية) لكونهم يعتقدون وجودها منتشرة في الكون تملأ فراغه وتحفظ نظامه وأنها يمكن أن تستمد منه بطرق خاصة حسب ما يدعون، ويسمونها طاقة الشفاء، أو قوة الشفاء باعتبار ما ينسبون إليها من قدرة شفائية لجميع الأمراض.”
“الطاقة الكونية : مبدأ فلسفي أساسه محاولة أصحاب الأديان الشرقية والملاحدة في الشرق والغرب لتفسير ما يرونه في الكائنات الحية من قوة وحركة وانفعال وتأثير، وما يرونه من أمور خارقة أحيانًا تفسيرًا بعيدًا عن خبر الوحي؛ فافترضوا وجود قوة أسموها الطاقة الكونية أو طاقة قوة الحياة، وزعموا أن لجميع الموجودات حظ منها، وأنه يمكن تنمية هذا الحظ بطرق وتطبيقات متنوعة للحصول على حياة أفضل وسعادة وصحة وروحانية، بل ولاكتساب قوى تمكّن من عمل الخوارق وإحداث المعجزات! سواء ما يتعلق بالقدرات العلمية الكشفية بالإطلاع على المغيبات أو القدرات العملية التأثيرية بتحريك الأشياء عن بعد ونحو ذلك.”

هنالك ايضا مختصون ويعملون في مجال طاقة المكان، اي يدعون انهم قادرين على تصميم المنزل بحيث تكون طاقته ايجابية وليست سلبية، وشاهدت اطباء وبحركات بسيطة فوق المريض يدعون انهم ينظفون الجسم من الطاقة السلبية، في كل ركن هنالك طاقة ولكل طاقة مختصوها وكل مختص يستنزف منك سواء مالك او وقتك او تفكيرك وهي كلها نظرياات دون اي سند علمي موثق وكلها افتراضات واكاذيب اعادوا تكرارها حتى صدقوها ليصدقها الالاف معهم للاسف.

تدوينات دورة تعلم اليوجا

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.