دورة تعلم اليوجا – آخر الكلام

عندما نشرت اول مرة تجربتي مع اليوجا في مدونتي المجانية على منصة بلوجر لاحظت أن اغلب من وصل اليها كان يود تعلمها فعلا، من خلال كلمات البحث استنتجت هذا، تنوعت كلمات البحث كما يلي: يوجا للمبتدئين، تعلم اليوجا، أريد تعلم اليوجا، أصعب حركات اليوجا بالصور، الطريقة الصحيحة لتعلم اليوجا، تعلم اليوجا الهندوسية، علم اليوجا من الصفر، تمارين يوجا لعلاج الامساك، دورة شاملة لتعليم اليوجا، معنى يوجا، حتى التفاعل مع تدويناتي عنها احتوت تعليقات طريفة توحي بالضبابية الكبيرة تجاه فهمها اصلا، أحدهم تفاعل معي سبا وشتما وختمها بــــــــ”أنت تقول أن اليوجا حرام يا كذا وكذا .. ولم يفهم ولم يعرف أني لم أقل ولكن قالها علماء كبار ولكن هو لا يريد أن يعرف لأنه قرر أن يتعلم اليوجا، حتى الامساك هنالك من يبحث عن امكانية علاجه باليوجا، هذه الرغبة وغيرها من الرغبات جاءت نتيجة اعلام متخلف جعل اليوجا ضمن الطب البديل رغما عنه، وهي لا تحتوي أي سند علمي يثبت جدواها الطبية أو النفسية، بل تسحبك سريعا نحو أن تكون الأرقى والأعلى لتصل لمرحلة الالتحام مع الذات العليا كما تظن وأنت كنت لعبة لوهم كبير .
في الماضي كان معلمو اليوجا سذجا لدرجة كبيرة، ولكن الآن أصبحوا أذكى كثيرا لأنهم أصبحوا تجارا كبارا، فمن يتاجر بالوهم لمتوهم هو بالطبع من أذكى التجار لأنه يبيع سلعة لا ترى ولكن يوهمك أنه يبيعك فكرا راقيا لترتقي في سلم السكينة والسعادة اللا منتهية واللامحدودة. أول دورة بدأت بها كانت لمدرب عربي تعلم على يد قطب من أقطابها الهنود، هو كان ساذجا وأنا وقتها كنت أكثر سذاجة منه، فقد بقيت شهورا أطبق كلامه حرفيا بمعزل عن الجميع فحتى الوالد والوالدة رحمهما الله لم يشاهداني يوما أمارسها، وحتى لو شاهداني فقد يظنان وهذا شبه مؤكد أنني أصلي لله سبحانه وتعالى، أما السذاجة فتكاد لا توصف وأبسطها المتعلقة بأب المعلم الاول لمدربي الإفتراضي من خلال دورته، وهو المهراجا العظيم، وكل ذكر له يختمها بطلب الجنة له وأن يتقبله الله برحمته ويدخله جنة الفردوس، رغم أن هذا المهراجا من أكبر عابدي الشمس الهندوس، وعندما تعمقت في دراستي لليوجا من خلال مروجيها العرب الجدد وجدتهم أذكى بكثير من صاحبي وأول من دخلت من خلاله محراب اليوجا التطبيقية، فهؤلاء الجدد لا يسمون الاشياء بأسمائها الصحيحة أبدا ولكنهم يدورون دائما حول المعنى، فالروح مثلا هي مركز الادراك المتحرك، ومؤلفو كتب الهندوس القديمة هم الأولياء دون تحديد لمعنى الولي، وهكذا الى ما لا نهاية، اما تعريف اليوجا العربي فهو الوحدة والاتحاد ويقف التعريف عند “ويل للمصلين” ولا يصلون أبدا لنقطة بداية اليوجا كفكرة لعبادة الشمس من دون الله سبحانه، فكل شيء في الدنيا له أصل، الا القليل ومن ضمنه اليوجا، تركوها هكذا أو ضللوها من خلال الكلام المبهم الذي يعمي أعين الكثيرين، وهنالك من زاد في العلم ونشره، وأصحابنا من هواة النسخ لصق أخذوا المشعل وتبنوا القضية، ومثال واحد ضمن آلاف المواضيع المنتشرة في الأنترنت أقدمه لتتأكد أن الأغلبية تتحدث بما لا تدرك، صاحبنا هذا يتحدث عن الرياضات القتالية فكان داخل موضوعه ما يلي: “ومن الألعاب المقوية للقوة الداخلية هي اليوجا، وقد اكتشفها شخص في الهند وذهب إلى الصين وتعلم الناس على يده هذه الرياضة ولكن يقال أن الرجل الذي اكتشف اليوجا هو مسلم يوحد الله والله أعلم بصحة هذا النبأ”، لن أتكلم على الرسوم المنتشرة في كل ركن (وفي الاسفل احدها)، شاهد شكل الرسم الموحي بوهم الشرق وملامح الوجه المرسوم وتمعن النجمة السداسية على مستوى الصدر ولست أعرف هل ناقل الصورة يعرفها أم لا وأشك أنه شاهد الصورة بتمعن، ولا أفهم علاقة هذا الرمز باليوجا ليوضع واضحا هكذا

وهذه الجلسة التي تراها في الصورة نصح بها أحد الإخوة الذي يقدم نصائحا لنجاح الشخص في حفظ القرآن الكريم، جلسة الوهم والفكر المتخلف تصلح لنجاح المسلم في حفظ آيات الله، هم لا يعرفون أصلا لماذا هذه الجلسة بالذات، ولماذا سميت جلسة اللوتس، ووهم طاقة الجسم الباطني الذي ملؤوا به المواقع العربية، تقدم لأطفالنا سلسلات كرتونية شهيرة كـ “ناروتو” و “سيف النار” و “السيف والرقعة والقلم” وكلها تجسيد لفكر وثني متخلف لا يقدم سوى صورة جميلة لتجسد الارواح وتناسخها، وتأثير المادة والألوان وكل خزعبلات الشرق، وللأسف هي معربة من طرف عرب ومسوقة في قنوات عربية، هل يجهلون حقيقتها أم هم في الحقيقة لا يمثلون سوى تجار العولمة الحديثة والتي تدوس الكل من أجل المال، عولمة المال والأعمال والتي جعلتنا أغبياء في طابور طويل من الاغبياء صدقوا أنهم عباقرة زمانهم بكثرة دوراتهم التي تتم دوريا والتي خلفت أصفارا تعقبها أصفار أخرى الى ما لا نهاية. وجدت ملفا عربيا يسوق في الانترنت العربي من اعداد “المركز الدولي للإيفي: جمعية اتحاد المحافظات الجورجية لتنمية القدرات الذاتية”، ملف من جورجيا ، أجده أمامي معربا وبشكل أنيق ورائع.
ما سعيت اليه عبر هذه الدورة المختصرة هو التحدث عن اليوجا بلغة بسيطة وغير معقدة وآمل أني تمكنت من إيصال المعلومة لتكون واضحة ومفهومة، ولمن رآها بعيدة عن الدورات التعليمية فهي فعلا دورة تعليمية لانها تضع اليوجا كما يجب أن تكون وليست تلك التي يريدونك أن تراها.

ملاحظة اخيرة:
الصورة التي صاحبت كل تدوينات الدورة ليست جلسة لليوجا ولكنها صورتي مع ابني الاصغر في جلستنا التقليدية التي نجلسها بجنوب تونس. تحياتي الحارة لكم جميعا.

تدوينات دورة تعلم اليوجا

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.