قصة الرجل الذي استغل التاريخ والجغرافيا

قد تكون شاهدت مرة ولو صدفة صورة هذا الشيخ، قد تكون قرات عنه يوما؟، هذا الشيخ هو “الغورو كورنانك”، لكن من هو “كورنانك” هذا؟.
هذا مؤسس الديانة السيخية، ولد في البنجاب سنة 1469 م وتوفي سنة 1539 م ، ولد ضمن عائلة هندوسية ولكنها تعيش في بيئة مسلمة، فأحب كما قال الهندوس والمسلمين ولذلك خرج بالسيخية كفكرة تأخذ من هذا وذاك، فادعى أنه رسول للطائفتين، ورفع شعار ” لا هندوس ولا مسلمون” ودعى للدين الموحد، فحرم الخمر وأكل لحم الخنزير وحرم كذلك أكل لحم البقر، ورفض مسألة نزول الوحي ومسألة تناسخ الارواح وفصل الدين الجديد كما يريد، بدأ الامر بالاختفاء لمدة ثلاثة أيام عن الانظار وعندما خرج ادعى انه رسول من عند الله وقام بعد ذلك برحلات مطولة لنشر تعاليمه شملت الاماكن المهمة وقتها كالتبت ومكة المكرمة والمدينة المنورة وبغداد وكل الهند وكل شرق آسيا لكن الغزوات المغولية للهند اوقفت جولاته تلك.
سمي كورناناك بالجورو الاول أي المعلم الاول وتبعه 9 من الجورو بعده وكل منهم اضاف اشياء للسيخية حتى اصبحت تمثل دينا قائم الذات، ولديهم الاله واحد فهو الله جل جلاله وهو نفسه فشنو اله الهندوس والاختلاف في التسمية فقط لكن الجوهر واحد، لا يؤمنون بالرهبنة ولا بتعدد الزوجات ويؤمنون بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، التابع للسيخية عليه الالتزام بثلاثة التزامات هي ان الله في العقل دائماً، والالتزام بالأمانة دائماً، والالتزام باقتسام الرزق مع الآخرين. للعمامة أهمية كبيرة فالأتباع لا يقصون شعرهم الذي يغطى بهذه العمامة،
للغورو الخامس “غورو أرجان” فضل قوي في التأسيس للديانة فقد اكمل بناء “أمريتسار” عاصمة السيخ وجمع أول كتاب مقدس لها وهو “أدي غرانث” وهذا جعل الدولة تعتبر السيخ مصدر خطر واعدمت الغورو أرجان عام 1606. بعدها اسس الغورو السادس قوة عسكرية للدفاع عن الديانة ضد اعدائها.
بعد اعدام الغورو التاسع اسس الغورو العاشر “غوبيند سينغ” قوة عسكرية قوية جدا من الرجال والنساء والغورو العاشر هو آخر غورو بشري لدى السيخ.
يتميز السيخ بخمس عادات تعرف بالكافات الخمس لانها تبدا كلها بحرف الكاف وهي:
  • “كيش” وتعني عدم حلاقة الشعر إطلاقا.
  • “كانغا أو كناها” وتعني حمل مشط صغير دائما لتهذيب هذا الشعر .
  • “كارا” وتعني وضع سوار فولاذي في المعصم.
  • “كيشارا أو كاشا” وتعني سروال متسع يضيق عند الركبتين.
  • “كيربان” وتعني خنجر يحمل دائما للحماية ويحرم استخدامه ضد أي سيخي اخر.

اخرج كورنانك دينه المبتدع هذا وسعى لنشره عبر العالم وقضى اكثر من 30 عاما يبشر به من خلال رحلات طويلة شاقة ووصل به حتى قلب مكة المكرمة، حاليا يتبع تعاليمه اكثر من 27 مليون شخص في العالم،
ويبقى دائما سؤال يطرح: كيف لفكرة مبتدعة ان تنتشر ولماذا كذب كورنانك كذبته وصدقها ليقضي عمره كله في تسويقها ونشرها، فهو ادعى انه مرسل من الله جل جلاله ليجد ملايين تصدق روايته بل وتطور ما دعى اليه ليصبح دينا يتبعه الملايين،

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.