قراءة لفلم العودة

في هذا الموضوع اقدم قراءتي لفلم “العودة” لأنه نابع من شباب ليس لهم الا عزيمتهم وهوايتهم اضافة لوجودهم في بيئة فارغة كليا من أي إشعاع سينمائي مهما كان حجمه ولذلك فأنا سعيد بأن أنشر هذه القراءة النقدية له لأن الفلم يستحق فعلا من أجل أن يطور العمل مستقبلا نحو الافضل دون أن أنسى التذكير أن قراءتي له ليست مختصة فأنا امثل هنا دور المشاهد المتابع.

معلومات عن فلم العودة:

العنوان: العودة
تاريخ الظهور: أكتوبر 2018
تمثيل: آيات بن عبدالله، كريم المهذبي، سيناء البليداوي، إسلام العامري، إستغفار بن عبدالله، ملاك العامري.الشيخ احمد بن علي العامري.
تصوير: محمد خليفة، اسكندر ساسي، أحمد المهذبي، احمد العامري.
مونتاج: فتحي العامري
توضيب: رحمة بن حمد، مبروكة شريبة
الموسيقى المصاحبة: لمجموعة جسور وموسيقى مسلسل تاج الحاضرة.
فكرة واخراج: أحمد العامري.
إشراف: لجنة الاعلام بمهرجان واحة الطفولة بالبليدات
إنتاج: جمعية آفاق  بالتعاون مع المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بقبلي

قصة الفلم
يحوصل تحدي شباب قرية البليدات، فانطلاقا من الفراغ وبالعزيمة الكبيرة والارادة القوية أمكن لهم إحياء منطقة منسية من الواحة لتكون جنة بعد اهمال فاق عشرين سنة ولتكون عودة لاجيال جديدة شابة آمنت بالحياة وحققت الفرحة بعد غياب طويل فكانت العودة بمعناها الواقعي والرمزي.

الفلم في جزءين:

قراءتي للفلم

مجرد ظهور فلم العودة يعتبر انجازا رائعا فليس هنالك تجاربا مشابهة له في الجهة وبالتالي فهو اول القطر ورغم ذلك فقد لاحظت نقاطا تتطلب الادراج والتي قد تكون وجيهة وهي وجهة نظري الخاصة كمشاهد، المجموعة العاملة في الفلم نشرت الجزء الاول منه في البداية وبدأ الاعداد بعد ذلك لاعداد الجزء الثاني وليس مشاعا وجود افلام قصيرة مجزأة وانتظار الجزء الثاني من الفلم لنفهم القصة ليس صائبا كما يبدو، الفلم وباعتباره تجربة اولى يعتبر نقطة فارقة ووجب التنويه الايجابي وتحية الجهة التي انتجته وتحيتها بحرارة وتشجيعها ولكن ولدفع العمل نحو الافضل وجب المساهمة مع غيري طبعا في ابداء بعض الملاحظات وجملة ملاحظاتي حول الفلم تتلخص في التالي:

  • أرى أن الشكر الكبير للفلم نابع من ظرفية خاصة بنا وليس لان الفلم جيد كما سوق له فعندما يظهر عمل ابداعي وسط فراغ كامل فمن الطبيعي ان يعجب.
  • أول النقاط التي جذبت انتباهي كان العنوان، العودة والتي لم اجد لها مكانا في الجزء الاول ولم اشاهد ما يوحي بأية عودة مهما كانت، واصحاب العمل قالوا انها ستتوضح في الجزء الثاني.
  • استغربت بشدة حالة الحزن التي بدا عليها الاطفال ضمن حيز مكاني مخرب بفعل الزمن، فاطفال في قمة الاناقة ضمن اطار في قمة الكآبة والخراب والتخريب.
  • قصة الحب والعشق في البداية أخطأت عنوانها فكوننا لا نستطيع تجسيد قصة الحب والغرام مع الشباب ليس مبررا لنسقط سقوطا اخلاقيا كبيرا باستعمال الاطفال مما يعطيني فهما وقد يكون مغلوطا ايضا في ان الهيكل الرسمي والذي شارك في الانتاج لم يقرأ السيناريو اصلا او قرأه ولم يفهمه.
  • الاغنية التراثية “يا مطر يا خالتي” اخطأت عنوانها ايضا فهي تردد في اطار مناخ مشمس وجميل وأخاذ وكلنا يعرف متى كانت اجيالنا القديمة تنشدها، في اطار زماني مختلف كليا.
  • لعبة الاطفال وهي اللعبة المشهورة لدينا في المنطقة وكلنا مارسناها عندما كنا صغارا هي لعبة تمارس بشكل جماعي وتصوير الاطفال وهم يمارسونها كل على حدة خطأ وفي نفس الوقت اعطى الاحساس بالاملاء الذي اعطي للممثلين ليؤدوا دورا تمثيليا دون ادراك.
  • الفلم صاحبته موسيقى منقولة ولكنها تعيسة وحزينة لا تعكس ابدا الفرحة الرائعة لشباب أنجز عملا رائعا حتى اصبح مثالا يحتذى به.
  • الفلم في جزئه الاول لم تنشر حوله اية قراءة نقدية من اي كان وكل ما نشر شكر مستفيض للعمل وكنت اتمنى فعلا ان يكون هنالك وجهة نظر مختصة تنشر ليقع تلافي الاخطاء التي وقعت حتما في الجزء الثاني وذلك لعدم تعودنا بالنقد البناء المظهر للعيوب.
  • كون العمل من ابداع هواة لا يعني ان يكون بدون نقد فالنقد هو الاساس في تطور اي مجال كان وهذا لا يعني ان ما قاموا به بسيط ولكنه عمل جيد رغم الاخطاء.
  • ما لاحظته في الجزء الاول اعيد حسب رايي في الجزء الثاني وهو الحزن والكآبة التي تطغى على كل العمل رغم الابتسامة القصيرة من الطفل في البداية وابتسامة الطفلة في ما بعد، مع العلم أن ابتسامة الطفل اختفت بسرعة لنشاهده حزينا يشاهد العين القديمة من بعيد.
  • استغلال الخراب القديم ليس جيدا لنقول او لنتكلم عن حال الطفولة البائس كما فسر في الجزء الاول، والى الان لم افهم الربط بين الطفل في قمة أناقته وخروجه من بيت في قمة الخراب.
  • في الجزء الثاني وعند التقاء الطفل بمجموعة الاطفال كان هنالك خروجا في الخلفية لطفلان ليسا من الممثلين اصلا وكان وجب التفطن لهما او حذف المشهد كليا.
  • ادخال الشيخ الكبير في المشهد ليوحي ان الكبار سلموا المشعل للصغار كان خاطئا لان الشيخ كان حزينا جدا وكئيبا لا يعكس ابدا قيمة الانجاز الذي وقع باحياء العين القديمة، بل كان وحيدا يرتعش ضمن فراغ مطبق.
  • الفرحة الكبيرة التي صاحبت الانجاز الفعلي لم تظهر ابدا في الفلم فلم اشهد مع كل ذلك العدد من الاطفال ابتسامة واحدة توحي بذلك مع مصاحبة تلك الموسيقى الحزينة البائسة لتزيد الطين بلة.
  • العودة في الفلم كانت فعلا عودة ولكن الفلم جعلها عودة كئيبة لا تعكس الفرحة في الواقع، تلك الفرحة التي اعقبت انجازا رائعا يحسب لشباب البليدات بتحويلهم لعين قديمة جافة يحيط بها نخيل ميت لمعلم رائع يستقطب العشرات والمئات وذلك بعمل دؤوب يعتبر عملا نوعيا.
  • التصوير كان رائعا ومميزا وهو نقطة مضيئة في الفلم.
  • رغم كل هذه النقاط السلبية كما اراها فالعمل اجمالا يمثل نقلة نوعية لدينا ويبشر بمستقبل افضل ورائع واتمنى لكل من شارك في العمل مزيدا من التقدم والتطور وقراءتي النقدية للفلم (وقد تكون الوحيدة له للاسف) نابعة من محبتي للجمعية المنتجة ولما تفعله وتقدمه  لاجيال تطمح لتحلق عاليا.

صور من الواحة القديمة الميتة وكيف وقع احيائها بعزيمة قوية وارادة صلبة من شباب آمن بالحياة وفرحتها

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.