سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل-الموسوعة التايلندية المتحركة(6)

خطوة اخرى في تحدي المستحيل من انبل ما قام به بطل قصتنا، قلبت كل المعطيات، يمكنك معرفتها ضمن هذا الفصل الجديد .. .. .. .. ..

راينا في آخر الجزء الخامس أن عبدالله وصل لمرحلة الغليان الداخلي مما يجري, وأن الطريق الذي تسير فيه الأمور سوف تؤدي به الى طريق من طريقين إما أن يكون مجنونا أو مجرما و اختار أن لا يسير في أحد الطريقين, اختار أن يكون مع طريق عبدالله, طريق من يحس بمآسي غيره ولا يكون أنانيا حتى في أحلك مراحل الحياة, واختار أن ينفذ الخطوة الجديدة من خطوات التحدي, تحدي الصعب الذي لا يرحم, كانت الخطوة التي سينفذها خطيرة لدرجة لا توصف وليس لها الا نتيجتين لا ثالث لهما:  النجاح أو الموت السريع والسري, النتيجة المنتظرة لهذه الخطوة هي تحرير العشرات من الأبرياء الذين أدخلوا السجن ظلما وتخفيف معاناة من يستحق السجن ولكن يعامل كإنسان وليس كحيوان أو حشرة.
مما لم أذكره ان عبدالله وخلال المدة الماضية تمكن من مراسلة أهله بتونس وعرفوا أخباره وحاله ولكن ما عرفه عبدالله ولم يعرفه أهله أو أهل كل سجين أن ما يجب معرفته هو بالضبط ما تريد الإدارة أن يعرف بمعنى أن أي أحد في العالم يستحيل عليه معرفة ما يجري حقيقة في السجن وذلك بمراقبة كل الرسائل الصادرة من السجن الى الخارج وهذا الأمر خصصت له امكانيات كبيرة للمراقبة وللترجمة من و الى كل اللغات و كان كل ما تعرفه اسرة السجين أن ابنها في صحة جيدة و ينعم بكل الرعاية وأنه ليس في سجن ولكن في جنة تايلندية مصغرة  وكانت هذه الادارة تغض الطرف على رسائل رؤوس العصابات بثمن ولكن تصادر غيرها بأي ثمن.
وعرفنا في ما مضى أن علاقات عبدالله تشعبت كثيرا وتداخلت والإلمام بما يحوي راسه الصغير يعجز عنه الحاسوب, واصبح له أصدقاء في الداخل والخارج, ساعدوه لبلوغ تنفيذ الخطوة الجديدة من خطواته في تحدي المستحيل
بطريقة سرية جدا تمكن من الحصول على آلة تصوير صغيرة وعالية الدقة وقضى مدة طويلة رصد فيها كل شيء, كل حركة, تقاريرا مدعمة بالصور لكل حالات السجن المختلفة, من التعذيب الى القتل المنظم الى تجارة المخدرات داخل السجن الى مساعدة الإدارة mostahil9للمجرمين في تنفيذ مخططاتهم، كل شيء مما يقلب السجن رأسا على عقب والخطوة الأخيرة للمهمة هي تسريب ما بحوزته الى خارج تايلندا وتمكن من ذلك وفق مغامرة لو اكتشفت لما كفاهم قتله, ونجحت خطته, حيث تمكن من إيصال كل ذلك الى أخته بمدينة سوسة بتونس وهذه الأخت سربت ما لديها للقناة الفرنسية الثانية وكانت القنبلة المدوية، لو اكتشفت هذه الخطة لراح العشرات ضحيتها وأولهم عبدالله ولكنه امتاز بشجاعة نادرة لا تتوفر الا في بعض الرجال, خصوصا في الأوضاع كتلك التي عاشها ويعيشها, عندما وصلت الصور الى القناة الفرنسية الثانية كانت فرصتها الذهبية, لأنها تحصلت على سبق صحفي ومجاني كان لا بد من استغلاله واستغلته لأبعد حدود الإمكان, وقامت بحملة شرسة في شكل تقارير إخبارية على حلقات وفق خطة مشوقة لتعرية السجن الرهيب بكل رموزه وآلياته وقوانينه وكان كل شيء واضح لمعدي الحلقات, فعبدالله لم يترك شيئا مبهما، كل شئ بالإسم والصورة، من إسم المسؤول الى اسم السجين, و أدخل في صوره وتقاريره ما يبعد عنه كل شيء, ويجعل الشك حوله من باب المستحيل, وذلك اصعب ما في الخطوة ككل, فخطورة اية مهمة ليس في النجاح ولكن في أن تبقى سليما بعد التنفيذ.
وتدخلت أطراف عديدة على الخط, منظمات حقوق انسان عالمية وجمعيات مدنية وصحف معارضة وقنوات تلفزية عديدة وكل المنادين بحقوق الإنسان وكانت صدمة لم تفق منها الحكومة التايلندية الا وكانت كل خيوط الإدانة العالمية قد أحاطت بها, هذه الوضعية لم تترك مجالا ولو صغيرا لإدارة السجن لتعرف من فعل هذا ولكن كان الحل السريع هو تغيير كل شيء ومحاسبة كل مسؤول مدان بكل ما ذكر وما صور لتظهر الحكومة التايلندية في مظهر من لا يعرف, ومن نتيجة هذه الخطوة أن سقطت كل الرموز الكبيرة للسجن وكل مسؤول خارج الادارة  أثبت عليه شيئ ولو كان بسيطا.
ولتظهر الحكومة التايلندية أنها ضد كل ما وقع فتحت أبواب السجن أمام الصحافة العالمية وكانت حوارات كبيرة ومثيرة ساهمت في اصلاح الخراب وأعيد فتح التحقيق في كل من قدم تظلما وعولجت المشاكل القضائية بشكل منصف للسجناء الأبرياء وأعيد ترتيب السجن بحيث أصبح سجنا حقيقيا لا مجال فيه للمخدرات أو الدعارة أو القتل المسموح به وحاولت الحكومة تلميع صورتها بأن مكنت مجموعة كبيرة ممن قضى أغلب المدة المطلوبة من العفو وأصبحت إدارة السجن الجديدة ادارة تأخذ مشورة السجناء في ما يهمهم مما زاد في دور عبدالله وكبرت مكانته أكثر مما مضى, فهو المعبر الوحيد عن مآسي السجناء الأجانب وبحكم إتقانه لتسع لغات أجنبية كان كل مسؤول من السجن أو خارجه مجبرا على التعامل معه, وهذا مكنه من تدعيم علاقاته مع الفئات الجديدة من مسؤولي السجن مع تدعيم علاقاته مع الشرائح الخارجية وبدأ يفكر بشكل جدي في تحد يريحه نهائيا من المعاناة اليومية وبدا يعد لآخر خطوة من خطوات تحدي المستحيل.

ما هي هذه الخطوة الأخيرة؟ ومدى خطورتها؟ و هل ستمكن عبدالله من الراحة النهائية؟
كل ذلك تعرفونه في الفصل الأخير من القصة الواقعية المشوقة في تحدي المستحيل
قصة عبدالله العربي المسلم أمام الطوفان الذي لا يرحم
إخوتي …. الفصل الاخير قريبا ان شاء الله

******************

القصة كاملة

الفصل الاول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع و الاخير

2 تعليقات
  1. العلم و المعرفة يقول

    قصة رائعة و في انتظار الجديد.

  2. كلاثيم عابرة العبقرينو يقول

    خطوة جريئة من عبدالله وخطة محكمة جعلته خارج الشبهات تماما!!
    هذا الشاب مذهل !!
    في آنتظار الفصل الآخير من هذه القصة المشوقة
    التي تحمل بين طياتها معاني وعبر كثيرة..
    جزيل الشكر على السرد الممتع
    تحياتي.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.