تربية الماعز الحلوب : دورة تعليمية شاملة (6)

في هذه التدوينة سوف اطرح موضوعا مهما جدا يخص التربية الا وهو الغذاء، المعزاة حيوان عاشب ويستهلك نوعين من الغذاء:  المادة العشبية ( خضراء او جافة ) والعلف المركب الذي يشتريه المربي او يعده منزليا والمتكون أساسا من الحبوب ( شعير، قمح، …. ) كما تستهلك المعزاة الماء بكثرة، ونلاحظ أنه يجب التدرج في تغيير النظام الغذائي حتى نتجنب التغيرات الهضمية المختلفة.

1) العناصر الاساسية:

يجب أن يحتوي غذاء الماعز على كل العناصر والمواد الضرورية كالاملاح وعناصر الطاقة وغيرها ويمكن التحدث باختصار على مكونات الوجبة الغذائية ليتعرف المربي على أهمية كل عنصر منها:

– البروتيدات: تنقسم لقسمين، البروتين والاحماض الامينية ويكون البروتين مسؤولا عن تكون الخلايا والعضلات ونجده خصوصا في البرسيم والحبوب.

– الكربوهيدرات: هو المنبع الرئيسي لطاقة الجسم، ونجده بشكل كبير في الحبوب.

– الدهنيات: يعتبر ايضا منبعا مهما للطاقة وأهميته تبرز خصوصا في فترة الحليب ونجده في الحبوب .

– السليلوز: ونجده في التبن و في الاعواد وهو ضروري لعملية هضمية سليمة.

– الاملاح: ضرورية للجسم ورغم أن الحاجة اليها ليست بكميات كبيرة ولكنها أساسية ونذكر من جملة الاملاح الكالسيوم والفوسفور .

نضيف أيضا الفيتامينات للوجبة الغذائية وتكون في شكل وجبات غذائية تكميلية.

2) خصوصية تربية الماعز:

الوجبة الغذائية تنقسم كالتالي: 2/3 مادة عشبية + 1/3 علف مركب كالحبوب مثلا، ويمكن أن يكون معدل التبن 0.500 غرام الى 2 كغ مع 400 غرام علف مركب وجبة غذائية رائعة ومتكاملة للمعزاة مع زيادة تكميلية من الاملاح والفيتامينات.

3) الماء:

الماعز من الحيوانات كثيرة الاستهلاك للماء، ويمثل الماء نسبة 60 في المائة من جسمها مع ضرورة ان يكون الماء نظيفا. تصل أحيانا كمية الماء المستهلكة من طرف معزاة واحدة لــ12 لترا في اليوم، مع العلم أن المعزاة تشرب أكثر عندما تكون في فترة الحلب.

4) الرعي والمرعى:

– التغذية عند الرعي: انطلاقا من الربيع وحتى الخريف، يمكن وضع القطيع في المرعى خصوصا القطعان الصغيرة، حيث تجد كل حاجياتها الغذائية به، والاستهلاك اليومي للمعزاة من الاعشاب الخضراء يصل لــ10 كغ، وإذا كان المرعى ضعيفا، يمكن التكملة بالتبن أو ما يعادله من المادة العشبية الجافة، بالطبع دون اهمال العلف المركب ويبقى القطيع من 6 الى 8 ساعات يوميا في المرعى.

– التغذية في غياب المرعى: في غياب المرعى، على المربي تقديم الوجبة من المادة العشبية بعد جمعها من الحقل اذا كان يملكه او يشتريها من السوق.و من خلال التجربة فالمادة العشبية الجافة افضل من الخضراء.

أعشاب المرعى:

من ضمن الاعشاب في المرعى نجد الاعشاب ذات الحبوب وهي غنية بالطاقة والفوسفور وهنالك الكثير من الانواع الاخرى المتنوعة ولا باس من اجتهاد المربي في معرفة الخصائص الغذائية لاعشاب جهته بسؤال المختصين في الميدان.

التبن:

يمثل التبن العنصر الاساسي للمربي غير المعتمد على الرعي وعلى المربي جمعه وتجفيفه اذا كان يملك حقلا، واذا لم يكن الامر كذلك يشتريه في فترة كثرته و يخزنه، وكمعلومة يكون التبن جيدا إذا كان لونه أخضرا وجافا وخال من الاتربة ولا تنبعث منه الروائح الكريهة.

وهنا أفتح قوسا لأتحدث قليلا عن تجربتي الخاصة في مسألة التبن والمادة العشبية الجافة، فالمربي الذي لا يملك أرضا فلاحية أو لا يتوفر المرعى بجهته سوف يجد مشقة كبيرة في هذه المسالة، فمن ناحية تتطلب الوجبة الغذائية توفر التبن او العشب الجاف لأنه عنصرا أساسيا في التغذية ومن ناحية أخرى يكون أحيانا غير متوفر في السوق وإذا توفر يكون باهظا في السعر مما يتعب المربي ماليا،أنا عانيت من هذه المشكلة في فترة وخطرت لي فكرة استغلال سعف النخيل الجاف في تعويض التبن او العشب الجاف، وأثبتت التجربة نجاح الفكرة بشكل كبير خصوصا وأن السعف متوفر في جهتي بشكل كبير وهو غير مستغل بتاتا في هذا الأمر واستغلاله محصورا في تسييج الأرض الفلاحية فقط.

يقطع الفلاح الكثير من جريد النخيل الجاف سنويا، وهنالك أطنان ترمى أو تحرق دون فائدة، قمت باستغلال هذا كتغذية مجانية تعوض التبن ونجح الامر كما ذكرت، هنا أعرف أن هنالك من سيقول ان السعف لا يعوض التبن لان المعزاة لا تنتفع كثيرا مما يحتويه لأن سلسلة السليلوز طويلة مقارنة بالسلسلة المكونة للتبن و انتفاع الحيوان ضئيل مقارنة بانتفاعه لو استهلك العشب، وهذا راي وجيه أيضا ولكن أنا قمت بتعويض النقص الغذائي بالتغذية المركبة، وفي كل الحالات فالتجربة هدفها استغلال مادة متوفرة ومجانية وبمعالجتها تقدم أقصى منفعتها وذلك برحي السعف مثلا و إضافة أغذية أخرى له فيحقق التغذية المطلوبة.

قدمت هذه التجربة ليبتكر المربي انطلاقا من بيئته غذاء رخيصا وغير مكلف حتى يقف مشروعه على قدميه وبعد ذلك سوف يكون الانتاج قادرا على توفير العلف حتى ولو كان سعره باهضا.

الأعلاف المركبة:

– العلف المركب المنزلي:
سواء اشتراه من السوق او صنعه المربي بنفسه فالعلف المركب محدد رئيسي لانتاج الحليب، وفي كل الحالات فهو يخضع للمادة العشبية المقدمة، فاذا كانت جيدة يمكن تعديل العلف المركب باقل كمية واذا كانت رديئة فيجب الحفاظ على علف جيد، العلف المركب يتكون اساسا من الحبوب مثل الشعير فهو مغذي جدا، الذرة الغنية بالدهنيات وتوفر طاقة كبيرة، القمح غني بالسليلوز .

– العلف المركب التجاري: معد من طرف خبراء في التغذية الحيوانية، ولكن يجب ان يكون المربي مطلعا على الامر، فهنالك نوع لكل حالة، فتجد علف الابقار وعلف كبار الماعز، وعلف الصغار وهكذا.

– مكملات التغذية: هي مكملات ضرورية لأنها لا توجد في المادة المقدمة سواء كانت عشبية او علفا مركبا بالشكل الكافي، ونعني بها الفيتامينات و الاملاح المعدنية الضرورية لكل جسم حي.

· الاملاح المعدنية: ضرورية رغم ان الحاجة اليها تكون بكميات قليلة، ومنها الكالسيوم والفوسفور وكلورير الصديوم والبوتاسيوم.

· الفيتامينات: النقص فيها يؤدي لمشاكل كبيرة بالقطيع، ومنها ما يصنعه الجسم ومنها ما يجب تقديمه مع الوجبة الغذائية.
بالنسبة للاملاح هنالك صخرة صلبة معروفة توضع داخل الإسطبل ويلعق الحيوان حاجته منها.

– التوزيع:

الكميات تخضع دائما لعديد العوامل منها حالة القطيع، المناخ، جودة التبن أو المادة العشبية الجافة، حالة الماعز: حمل/ولادة . عموما يمكن ان تصل الكمية الى 350 غ لمعزاة حامل و 650 غ لمعزاة تحلب ولكن نوصي بتقسيم هذه الكمية على دفعات دفعا لاي تعكر ومضاعفات هضمية.

التغذية الخاصة
– تغذية التيس: احتياجات التيس للطاقة اقل بكثير من احتياجات الانثى، وعند الرعي لا يقدم له أي مكملات غذائية الا اذا كان المرعي فقيرا، في فترة التزاوج يأكل التيس قليلا جدا لذلك يجب اعطائه العلف المركب قبل 6 او 7 اسابيع من موسم التزاوج وتتواصل العملية بعدها بنفس المدة.
– تغذية الصغار: يجب ان يرضع المولود من امه مباشرة بعد الولادة فمادة اللبأ غنية جدا وتحتوي كل وسائل الحماية للصغير وتقيه من أي تعفنات جرثومية قد تحدث، ويمكن ان يبقى الصغير مع أمه ولكن اذا كان مشروع التربية يعتمد تجاريا على تسويق الحليب فيجب عزل الصغير عنها واعتماد الرضاعة الاصطناعية باستعمال الحليب التجاري، ويستغل الحليب من الام تجاريا بعد 7 ايام من الولادة.الحليب المجفف جيد جدا بشرط احترام معدلات المزج بالماء، ويقدم ساخنا في الاسبوع الاول بمعدل حرارة بين 35 و40 درجة وبعد ذلك يقدم عاديا. وجبتان في اليوم وفي ساعات محددة كافية جدا لتغذية سليمة للمواليد، إذا لم يجد المربي حليبا مجففا لصغار الماعز يمكنه استعمال الحليب المعد لصغار الابقار.
من اليوم العاشر يبدأ الصغير في أكل التبن والعلف المركب ولذلك يجب الحرص على ان يكون من نوعية جيدة، انطلاقا من الاسبوع الخامس بعد الولادة يمكن فطم الصغار ويبقى المجال امام المربي مفتوحا لتحديد هذه المدة انطلاقا من حالة الصغار الجسمية ومدى اقبالهم على الاكل وفي كل الحالات يجب ان يكون الاسبوع السابع هو نهاية عمليات الفطم، يتميز المواليد الجدد بمعدة صغيرة ولتتضخم وتكبر يجب تقديم مزيدا من التبن الجيد عند الفطم وحتى الشهر الرابع، كمية العلف المركب يجب ان لا تتجاوز 400 غ يوميا لكل صغير مع عدم نسيان تقديم المكملات من الفيتامينات و الاملاح.

*************
كل مواضيع الدورة
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.