الامومة الحيوانية القاتلة

عنايتي بالحيوان الاليف جعلتني اكتشف تصرفات غريبة لدى الكثير منه وفي حركات رائعة حيرتني كثيرا، ساتحدث في هذا الموضوع عن غريزة الامومة الرائعة

القصة الاولى

كان لدى أختي دجاجة مع صيصانها، كانت تتجول معهم باستمرار وتناديهم بصوتها المميز عند عثورها على غذاء يحبه صغارها، في يوم، قامت اختي باشعال النار لحرق بقايا كان يجب التخلص منها

farrouj 3

كانت الدجاجة مع فراخها في جهة وبقي فرخ وحيد في الجهة الاخرى يطلق صوت نداء، عندما سمعته ظنته في النار فما كان منها الا العدو سريعا ورمت نفسها في اللهب بحثا عنه، كان مشهدا مروعا لعملية انقاذ انتحارية بامتياز، النتيجة كانت كارثية على الام، فقد اصيبت بحروق بليغة وماتت بعد ثلاثة ايام، كنت محتارا جدا من فعلها هذا، فليس منطقيا تصرفها ذاك، كانت تلك عاطفة جارفة وقاتلة في نفس الوقت، وتيقنت من القصة الثانية من ان غريزة الامومة لدى الحيوان قوية جدا لدرجة لا تصدق.

القصة الثانية

اكتشفت في المنزل مجموعة من الفئران وجدت بيتها في منزلي، الفأر مدمر بامتياز لكل ما يصل اليه سواء كانت ملابسا او مأكلا او خزائنا او اي شيء ولذلك قررت ان أدخل في حرب مع هذه المجموعة التي تود احتلال المنزل. اشتريت فخا صغيرا معدا للفئران، وبدأت أصطاهم الواحد تلو الاخر،

sourie 1

وفي يوم لاحظت شيئا غريبا جدا، كان الفخ في زاوية تحجب رؤيته الا بعد ان امد راسي تحت طاولة، وجدت فأرا كبيرا ينظر الي ولم يهرب، لاول مرة في حياتي اشاهد فأرا شجاعا بتلك الدرجة، وجدت نعلا بقربي فضربته وكانت ضربة خفيفة غير قاتلة ومع ذلك لم يهرب، وبقي ينظر الي بعينيه الصغيرتين، وقتها تملكني شعور لا استطيع وصفه، فما اشاهده ليس منطقيا ابدا، كان فأرا يواجه الموت المحقق بشجاعة لم اعهدها ولم اتصورها، حتى بعد ان اخذت النحل لاضربه الضربة القاضية الاخيرة لم يهرب، ما اكتشفته بعد موته انه لم يكن فأرا ولكنه فأرة وهو أم لفأر صغير كان واقعا في الفخ ميتا، عندما وجدت صغيرها في الفخ لم تغادر المكان وبقيت تحاول تخليصه رغم استحالة الامر، وحتى عندما قدمت لم تهرب وصمدت الى النهاية، كان مشهدا بسيطا وعميقا في نفس الوقت، ولو عرفت قصتها من البداية لما مسستها بسوء، هذه التجربة لم اشاهدها من قبل ولم اكن اتصور ان تلك الفارة البسيطة قد تضحي بحياتها من اجل صغيرها، خصوصا اني شاهدت خنزيرة ام تهرب وتترك صغارها السبعة يواجهون مصيرهم عندما داهمها مجموعة من الشباب في ضيعة فلاحية.

******

إذا أعجبك الموضوع، شاركه مع اصدقائك في حساباتك بمنصات التواصل الاجتماعي وتساعدني اكثر بمشاركتك رابط الموقع مع من تحب … وفقك الله

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.