اكتشاف الطلسم – ايران على الدراجة (6)

قررت زيارة المسجد الازرق بعد نصيحة المرشد الايراني بعدم اضاعة هذه الفرصة خصوصا وانه قريب مني، دخلت المسجد والذي بني بامر من زوجة ملك ذلك الوقت جاهنشاه سنة 1465 م

تجولت في ساحته الفسيحة ودخلت بيت الصلاة تحت قبته الكبيرة، لقلة الزوار وهدوء المكان اديت صلواتي وقرأت ما تيسر من القرآن

اصيب سقف المسجد بالضرر اثناء زلزال سنة 1778 م ولم يصمد منه الا الجزء العلوي من المدخل، هذا حال المسجد بعد الزلزال

في سنة 1973 امرت وزارة الثقافة بترميمه وتحويله لمتحف ليكون في شكله الحالي.

دقة وتناغم الاشكال والالوان …

هكذا كان الغلاف الخارجي للمسجد مغطى بقطع الفسيفساء الزرقاء …

من الداخل …

الانارة طبيعية من خلال فتحات في السطح …

كل البناء مكون من الآجر المحلي …

في الاثناء راسلتني مجموعة دراجو تبريز طالبين مني البقاء في المسجد لحين قدومهم خلال ساعة، كونا مجموعة من ستة دراجين وقمنا بجولة في المدينة وكل مرة ينضم الينا آخرون حتى وصل عددنا 30 دراجا.

الجولة اوصلتنا لحديقة كبيرة هي المتنفس الهام لمدينة تبريز حيث تزورها العائلات للتنزه وممارسة الرياضة وخصوصا كرة الطائرة.
انهينا جولتنا الساعة الثامنة مساء، عدت الى المنبت لاجد عم الحسن في انتظاري وقد جهز العشاء. قضيت يومين معهما وكاني اعرفهما منذ سنين، لم احس لحظة اني غريب او ضيف، ما عشته لا يصدق فعلا، هؤلاء فوق الوصف واخلاقهم احاطت بي كليا.
صباحا، قام العم حسين باكرا لاعداد الافطار المتكون من بيض وجبن وخبز وزبدة وأعشاب مختلفة مقطعة مع الشاي طبعا بعدها جهزت دراجتي واعددتها للانطلاق

ودعته وأخاه الحسين الذي لا يأتي الا ليلا للحراسة، عند توديعة لم استطع النظر في عينيه من شدة تاثري، تعمدت ان لا يرى وجهي وتقاسيمه، نزلت دموعي سخية دون ان اشعر حالما خطوت خطوات قليلة مبتعدا عنه، كان هناك رابط يشدني بشدة الى الخلف، لم استطع ركوب الدراجة وسرت بجانبها دافعا اياها عشرات الامتار، استرقت النظر والتفت فرايت الحسن لازال واقفا امام باب المنبت يتابعني بتاثر شديد، هذا الموقف عشته من قبل في ديار بكر لما اقمت يومين عند الحسن في الحديقة العمومية والثاني مع العائلة الكردية التركية قرب حدود ايران وهذا الموقف الثالث الذي عشته برهبة شديدة، أناس أحسنوا الي دون طمع او اي غاية دنيوية، تقاسموا معي قوت يومهم دون سابق معرفة.
ركبت دراجتي وسرت وسط تبريز، تنتشر على جوانب شارعها الرئيسي وبشكل كبير محلات بيع قطع غيار السيارات، شاهدت متجرا وحيدا يبيع المرطبات فقصدته لآكل قطعة او قطعتين، عندما اردت دفع المعلوم اكتشفت اني أضعت حقيبة الظهر والتي تحتوي كل مالي ووثائقي، ادرك صاحب المحل الوضعية فقال لي “كل بالصحة والهناء .. ذلك هدية مني لك”. هاتفني الحسن ليعلمني اني نسيت المحفظة في المنبت. عدت وبيدي علبة مرطبات هدية له ، وجدته في انتظاري، تسلمت الحقيبة منه وشكرته جدا وانطلقت من جديد.
تبريز مدينة كبيرة مترامية الاطراف وللخروج منها تطلب مني قطع مسافة عشرين كيلومترا تقريبا عبر طرق مزدحمة وفي حالة متردية تملؤها الحفر. بخصوص السيارات لاحظت أنهم يضيفون عبوة غاز عوض البنزين.

جامعة تبريز …

طاووس عملاق يزين احدى الحدائق

هذا ليس شرطيا، هذا عون يدعو المارة لدخول المقهى والمطعم وهي ظاهرة منتشرة هنا بكثرة

الوجه الاخر لتبريز

الملفت للانتباه والغريب ايضا الذي لاحظته انه وعلى طول الطريق بعشرات الكيلومترات تنتشر محلات، محل يلاصق محلا، كلها لبيع لوازم السيارات، محلات للاصلاح، للدهن، كل الماركات العالمية موجودة هنا.

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران. ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.