اكتشاف الطلسم – إيران على الدراجة (1)

إيران، هذا البلد المجهول لدينا بشكل كبير وغريب، عبور ايران كان تحديا كبيرا اقوم به فهو فعلا كالطلسم بالنسبة الي ولكل من يتابعني تقريبا، وهو البلد الذي فاجأني فعلا وخلق لدي صدمة ثقافية بالكاد استوعبتها.

حال الخروج من المعبر اعترضني مسوقو خدمات مختلفة، تاكسي، صرف عملة، التسويق لنزل محدد، بالطبع كانت اجابتي واحدة للجميع: شكرا … شكرا. تابعت طريقي وامكنني التقاط بعض الصور لتضاريس المكان، كانت اول الخطوات وكلي شوق لمواصلة الرحلة لاكتشاف الطلسم.

مدينة بزركان وهي تحمل اسم المعبر تبعد كيلومترين، دخلتها للغداء، كان الطعام جيدا وبنصف تكلفة الغداء التركي.

التعامل التجاري متنوع وممكن حتى باستعمال الليرة التركية، وصلتها عشية الخميس والبنوك مغلقة وستبقى كذلك يوم الجمعة أيضا، ذكرت لصاحب المطعم والذي كان لطيفا جدا مع أخلاق عالية رغبتي في الحصول على شريحة هاتفية ايرانية وصرف العملة، ارشدني الى محل غير بعيد اقتنيت منه شريحة و 20 جيغا بـ 30 د تونسية.
بعد طلب إرشادي ايضا لمكان اخيم به في بازركان نصحني صاحب المطعم بعدم التخييم هنا والتوجه الى مدينة ماكو والتي تبعد 14 كم، وصلتها ليلا فوجدتها نشطة جدا، تناولت عشائي وكان مكونا من كبد وبطاطا مقلية مع اعشاب

وجدت تشابها كبيرا يين إيران ومصر، الطرق، نوعية السيارات الاكتظاظ، الباعة المتجولون، كانت العائلات تتنزه وتملأ الشوارع باطفالها الذين خلقوا حركية كبيرة. اعجبتني حديقة تلاصقها مدينة العاب للاطفال فنصبت خيمتي بها فهي مليئة بالناس بمناسبة عطلة نهاية الاسبوع. خيمت عائلة بالقرب مني وتركت بعضا من اغراضها خارج الخيمة مما يعني أمان يعم المدينة دون خوف من السرقة، العملة بالريال الايراني وسابقى وقتا لافهمها.

جمعت امتعتي وانطلقت الساعة الثامنة شاقا مدينة ماكو، اخترت الطريق الرئيسي الذي يتوسطها، كانت الحركة التجارية شبه متوقفة بما انه يوم جمعة، الطقس كان جميلا واقل برودة من الايام الاخيرة لي في تركيا، سرت في المدينة اتمعن كافة تفاصيلها، طرقها، طريقة بناء المنازل، كيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض، شكل متاجرهم، انا في الاصل دقيق الملاحظة واقف كثيرا بخصوص التفاصيل الصغيرة، اللغة الفارسية تكتب بخطوط عربية مما سهل علي كثيرا معرفة الاتجاهات والاشارات، هي تقرب كثيرا للغة العربية مما ساعدني في فهم المعاني على الاقل.

كل البلد مازال في حداد بمناسبة اربعينية الحسين والاعلام السوداء تنتشر في كل مكان عوض العلم الايراني

ابهرتني طريقة الدفع عند المعاملات في ما بينهم، اغلبها تستعمل البطاقة البنكية حتى عند شراء لمجة صغيرة فكل بائع حتى المتجول لديه الالة للتعامل بها.

الطرق لا تشبه اطلاقا مثيلتها في تركيا جودة او صيانة او تعهدا او جمالا، عندما أقف للاستفسار عن اي شيء لا اقابل الا بالترحاب والحفاوة والبشاشة.
ملاحظة اخرى اسوقها ففي تركيا تنتشر المساجد في كل مكان عكس ايران حيث لا يوجد الا مسجد او اثنين في كل مدينة، دخلت احدها فوجدته يشبه المساجد التركية شكلا وزخرفة ولا يوجد اختلاف الا في شكل الصومعة والقبة.

وجدتهم يستعملون هذه القطع الخزفية عند السجود حيث يضعون عليها جباههم

مساجدهم آية في الدقة والجمال ومن الاشياء الطريفة بالمسجد اشتمالها على مطبخ متكامل

يتبع …
بقلم
سمير بن يعقوب دراج رحالة تونسي ، اضافة الى زيارة كل المناطق التونسية عبر كل الجزائر والمغرب والاردن ومصر وتركيا وإيران. ينشر كل نشاطه على صفحته بالفايس بوك.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.