أديسون (5)

في عام 1876 كان الامريكي (شارلزبراش) قد اخترع مصابيحا مقوسة، تشتعل بقوة، أستخدمت في اضاءة شوراع المدن الرئيسيه بامريكا، لكنها كانت تحدث صوتا مقلقا، وانارة شديدة جدا تكاد تعمي الابصار، وكذلك تعمل أياما قليلة ثم تحترق.
فى عام 1877 زار اديسون اول معمل للدينامو، وبينما كان يمعن النظر فى الآت هذا الدينامو حتى تمخض خياله العبقرى عن معجزه جديده فصرح للصحافه ان النور الكهربائى سوف يصبح حقيقة ملموسة وان الضوء سوف يكون انصع من اى ضوء آخر ولن يخرج دخانا واضاف قائلا: سيأتى اليوم الذى نستطيع فيه اضاءة كل المنازل وتشغيل كل المعامل فى بلادنا adison15بواسطه الاجهزه الكهربائية ونكتفى حينئذ بان نضغط على زر صغير لنحصل على النور وسط الظلام الدامس.

فى عام 1877 بدأ اديسون يعمل دون انقطاع اثر هذا التصريح وظل يجرب كل ما يقع بين يديه من مواد دون نتيجة تذكر، فاستعمل فى البداية خيطا من الورق المفحم ليعطى نورا ابيضا وهكذا نشأ المصباح الوهاج الذى لم تكن فعاليته تتجاوز عشر دقائق او خمسة  عشر دقيقة من الاناره، فراح يجرب مواد اخرى كالكروم والبلاتين والايريديوم وضل أديسون في تلك الفتره معتكفا في مشروعه العظيم والرائع والمتمثل في إضاءة العالم، وكان مختبره مثيرا و مليئا بالبطاريات والقوارير الكميائيه والاجهزة المتراكمة على الارض مع وجود خمسين رجل يعملون بشكل متواصل في المختبرات، ولقد اجريت مئات التجارب باءت كلها بالفشل، وقد حاول اديسون وحده النجاح بالقيام بأكثر من 900 محاولة للمصباح فشلت كلها، ولم يسمها محاولات فاشلة بل أسماها تجاربا لم تنجح، وعند التعب كان يلقي بنفسه على كرسي خشبي ليختلس بعض دقائق النوم ثم ينهض للعمل بحيوية من جديد، وكثيرا ماكان يوقف رجاله عن العمل فجأه ليعزف لهم بعض الالحان على آلة موسيقيه قديمه في المختبر.
واستمر اديسون في العمل حتى عام 1879 ، وصل اديسون لتجهيز ابتكاره المتمثل في زجاجه بداخلها اسلاك كتجربة جديدة للمصباح، مستفيدا من التجارب الفاشلة السابقة, فجرب حينها ثلاث اسلاك من الكربون وكلها كانت تحترق حتى حان الليل وهو يركب السلك الرابع، لكن هذه المره فكر في ان يفرغ الزجاجة من الهواء.
قضى اديسون قرابة أربعة عشر شهرا في التحسين ليخرج للعالم وتحديدا فى يوم 21 اكتوبر 1879 مبتسماَ طارحا إختراعه العظيم (المصباح الكهربائى).

adison16وسبق هذا الاعلان عمل مضني نورد البعض منه، فقد جرب إضاءته بخيط القطن المفحم فاضاء المصباح اربعين ساعه وقال اديسون لمساعديه طالما انها عملت هذه المده فبإمكاني اضاءتها لمئة ساعه, وضل هو ومساعديه ثلاث ايام بلا نوم ومع مراقبه حذره وشديده للزجاجه المضاءه ومن ثم جرب معظم الالياف النباتيه فبحث إديسون ورجاله في جميع ارجاء العالم عن سلك يدوم مدة اطول. فوجد احد رجاله نبات الخيزران على ضفاف نهر الامازون في البرازيل وعثر فى الخيزران على الفعاليه الكبرى وتم العمل به ولكن إديسون جرب المئات من انواع المواد المختلفة، وكان واثقا ان من الممكن صنع سلك افضل في المختبر الكيميائي. وبعد مدة طويلة توصل لصنع سلك دقيق من مزيج من الالياف المستخرجة من بعض النباتات الليفية. ولا يزال مثل هذا المزيج يستعمل حتى اليوم ولكنه مغلف بمعدن التانجستن الذي هو اقوى من الكربون واكثر مقاومة لحرارة النور.
وفعلا استمرت الزجاجة في الاناره ليخرج اديسون المتعب مع مساعديه من المختبر، ويعلق المصابيح الكهربائية حول معمله لاغراض اختباريه، وانتشر النبأ في الصحف ان الساحر اديسون حقق المعجزه المستحيلة، وكان الناس بين مكذب ومصدق, الى ان جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنه الجديده عام 1879, واستمر حتى فجر اليوم الاول من عام 1880 ، وحضر الاحتفال اكثر من ثلاثة آلاف زائر, تستقبلهم المصابيح الكهربائية تشع بانوارها الجذابه على الاسلاك المعلقه فوق الاشجار وبعدها  كانت البرقيات تنهال على اديسون وتدعوه كل منها للمجيء و اضاءة مدينة مرسلها، فانشأ شركة تجارية أسماها “شركة اديسون للإضاءة الكهربائيه في نييورك”، مهمتها التزويد بالنور والتدفئه والطاقة

وهذه صورة الفانوس الاصلي الاول الذي إخترعه اديسون
adison14

adison17

وللأمانه العلميه ومن الجدير بالذكر القول أنه في عام 1810م عرض الفيزيائي البريطاني همفري دافي (1778-1829م) لأول مرة مصباح القوس الكهربائي الذي يتألف من قضيبين مدببين من الفحم، يطبق على القضيب فلطية كهربائية عالية، وما إن يقترب القضيبان من بعضهما حتى يشتغل القوس الكهربائي بينهما بضوء براق، وقد بقي هذا المصباح خارج دائرة الاهتمام العلني والتجاري حتى عام 1880 نظراً لعدم توفر منابع الكهرباء القوية، بعد ذلك بسنوات، قرر توماس أديسون البحث عن طريقة لتقسيم الضوء الكهربائي الصادر عن مصباح القوس الكهربائي إلى أجزاء صغيرة بحيث يمكن استعمال بعضها في المكان المطلوب وذلك حسب حجم المكان ودرجة الإضاءة المطلوبة، بحيث يمكن تزويد جميع هذه الأجزاء بالكهرباء من محطة توليد مركزية، وفي أواخر سبعينات القرن قبل الماضي اشتعل الجدل حول صاحب المصباح الكهربائي الأول، ففي عام 1878م ادعى توماس آلفا أديسون في أكثر من مناسبة أنه نجح في تطوير المصباح الكهربائي ذي الفتيلة الفحمية، إلا أن التحقق من صحة الإدعاء لم يكن ممكناً إلا في 21 أكتوبر من عام 1879 حيث بقي المصباح مضيئاً على مدى عدة أيام وليال، وفي ذلك الوقت كان البريطاني جوزيف ويلسون سوان (1828-1914) قد قدم عدة عروض ناجحة لمصابيح متوهجة، كان أولها في الثالث من فبراير 1879م إلا أن مشاعر المنافسة سرعان ما اختفت لتحل محلها رغبة التعاون بين الرجلين، فانضم سوان إلى الشركة التي أنشأها أديسون لصناعة المصابيح، وبحلول عام 1895م كان هنالك مليونا مصباح عامل في الخدمة، واشتهر أديسون بأنه أبو المصباح المتوهج.
وفي السنوات الثلاث التالية، بنى اديسون اول محطه مركزيه للطاقه,واقام اول شارة كهربائيه في لندن,ثم اضاء مراكز الشركات التجارية والمصانع ومكاتب الصحف والمسارح في نيويورك, وانشأ بعد ذلك محطات للطاقه في ميلانو بايطاليا وفي برلين بالمانيا وفي سانتياغو في تشيلي، ثم انشأ في مدينته اول قطار حديدي يسير بالكهرباء، وفي عام 1887 انتشرت على أراضي الولايات المتحدة 121 محطة كهربائية سميت باسم هذا العالم العبقري  تقوم بتوصيل كهرباء التيار المستمر لسكان أمريكا، لكن مع انتشار استخدام الكهرباء في المنازل، وكثرة الطلب عليها، بدأت تظهر بعض مشاكل التيار المستمر، من أبرزها قصر المسافة التي يقطعها التيار، فمع اتساع رقعة التغطية وجد أن التيار المستمر يفقد بعضاً من قوته بعد قطعه مسافة قصيرة قدرت بالميل الواحد، هنا بدأ العلماء عملية البحث عن حل عملي لهذه المشكلة يرضي كلاً من شركات الكهرباء والمستهلكين وفي عام 1881 بدأ العالمان Nikola Tesla وGeorge Westinghouse تطوير نظامهما الجديد والمعتمد على فكرة التيار المتناوب، أبرز ما يميز هذا النظام هو فعاليته وقدرته على التوصيل الكهربائي لمسافات طويلة جداً مقارنة بالتيار المستمر، فاعتمدته أغلب شركات الكهرباء في محطات التوليد والتوصيل، وأصبحت غالبية دول العالم تعتمد هذا النظام، لكن ورغم ما أحدثه التيار المتناوب من ثورة في عالم الكهرباء، لازال البعض متمسكاً بفكرة استخدام التيار المستمر، ومن هنا بدأت بين الفريقين سلسلة من النقاشات حول جدوى استخدام أي من التيارين.

***********************

كل مواضيع العالم أديسون

 

10 تعليقات
  1. مرمر يقول

    السلام عليكم انا مراميرو احب اكون اول وحده معلقة على الجزء الخامس من اديسون العبقرى
    علشان اطلب من كل الى عايزه يعلق على الموضوع يكتب امنيتة او الحاجة الى نفسه فيها
    واحب اشكرك على الموضوع الرائع

  2. البحر يقول

    الى نفسى فية ان اخش كلية الطب ان شاء الله
    اما امنيتى مممممم اخش الجنة
    وطبعا ده مينعش انى لسة مستنيةالجزء السادس ان شاء الله

  3. مرمر يقول

    ان شاء الله تخش كلية الطب بس اعمل الى عليك وانتة تخشها واما تعمل الى عليك ان شاء الله تخش الجنة

  4. البحر يقول

    انا عايز اعرف الى نفسك فيه والى بتتمنيه لو عزتى

  5. مرمر يقول

    السلام عليكم انا الى نفسى فيه ان يكون ليه مستقبل كويس بس لسة محددش اخش كلية ايه
    بس الى بتمناه ان اخش الجنة لانى مفيش احسن من كده امنية

  6. مرمر يقول

    على فكرة مش شرط تجوبوا على طلبى دا مجرد طلب مش اكتر

  7. العقل وافتخر يقول

    انا بقى نفسى ادخل الجنة اولا واكون قدوة كويسة وانى اجتهد شوية عشان عايزة ادخل كلية طب صيدلة وابقى معيدة ادعولى بقى ربنا يخليكم

  8. العبقري الصغير يقول

    ربي يحقق لك كل أمانيك ويسعدك وتكونين من أشهر شخصيات الطب والصيدلة العرب … فقط ثابري والله ولي التوفيق.

  9. سيدي يقول

    أنا أتمنا أدخل الجنة وأكون احسن عبقري في العالم

  10. المخترع يقول

    يا الله ياليتني مثله

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.