من زرع حصد

suc-jihed-gorsane

كلّ أصدقائي الأطفال يعرفون ولا شكّ قصّة الصرار والنملة وناقشوا مع معلّميهم ومعلّماتهم المغازي الكامنة في هذه القصّة التي إعتبرت بها أجيال وإستخلصت الدّروس .

الصرار والنّملة صديقان جاران إختار كلّ منهما طريقا وسلك مسلكا مخالفا .. فكانت النتيجة غير النتيجة والمآل غير المآل .
كانت النملة تقضي كامل يومها تسعى في الأرض بحثا عن الطعام والحبوب والفواكه تجمعها ثم تحملها بالتّعاون مع النّملات الاخريات إلى جحرها متحدّية ثقل ما تحمل ولا تفت من عزيمتها صعوبة الطرق وما يعترضها من عراقيل ولا تعود عند غروب الشمس إلاّ منهكة تعبة فتنام لتعود في الصباح الباكر لمواصلة خزن الطعام الذي يكثر في الصيف ويشح في الشتاء .

وكان الصرار على النقيض من جارته النملة كسولا يقضي نهاره نائما حتى إذا جاءه الليل إنطلق في الغناء والصخب وتعكير راحة العاملين النائمين غير مكترث بقرب الشتاء وزوال ما يتوفّر صيفا من طعام وفواكه وثمار .

وجاء بعد الصيف الشتاء فأوت النّملة إلى جحرها تأكل ممّا إدّخرته وكدت وبذلت الجهد لجمعه .. أمّا الصرار فقد هلكه الجوع ومات .

هي قصّة تتكرّر ما تواصلت الحياة .. كلّ مجتهد يجني ثمار إجتهاده .. ولا يحصد الكسالى المتقاعسون إلاّ الخيبة والفشل .. وصدق من قال : ” من جدّ وجد ومن زرع حصد “

مقال بقلم : جهاد غرصان

2 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    تعليقانالعبقرليوجدفيهاشيامةعدد

  2. محمد غ يقول

    جزاكم الله خيرا

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.