كيف يشعر إبني بأنه محبوب ؟

بالتأكيد أنت تحب أولادك وتعتني بهم. ولهذا السبب أنت تقرأ هذا المقال. مثل كل الآباء تقدم العديد من التضحيات في سبيلهم لإطعامهم وإلباسهم وتعليمهم. وربما تتباهى بهم أمام الناس أو حتى تحمل صورهم كي تريها لأصدقائك. كل هذا دليل على حبك لهم. ولكن حبك لهم لا يعني بأن طفلك يشعر بأنه محبوب.

بعض الأطفال يعتقدون بأنهم مهما فعلوا فهم غير مرغوب بهم. والبعض أيضاً يظن بأن آباءهم يحبونهم فقط عند تصرفهم تصرفات معينة. ليس كافياً أن تعرف كم تحب أطفالك، يجب أن تكون متأكداً من أنهم يعرفون ذلك أيضاً. يجب أن تريهم حبك لهم بشكل مطلق مهما فعلوا وتحت أي ظرف.

رسائل مخفية. ربما توفر نقوداً كي تشتري لهم بيتاً أفضل وأكبر، لكن الأطفال الكبار لا يعرفون بأن ذلك يعبر عن حبك لهم. ببساطة الأحداث اليومية هي التي تخبرهم بذلك: وجودك، ابتسامتك، لمسة ناعمة وكلمة لطيفة مثل “أحبك”. هل تطعمهم وتلبسهم وتحممهم بسرعة ولا تستفيد من ذلك الوقت كي تعانقهم وتتحدث وتلعب معهم؟ هل تريهم اهتمامك بهم فقط عندما يقومون بشيء ما يسعدك؟ إذا كنت دائماً على عجلة من أمرك فإن أطفالك لا يعلمون بأنك مشغول، ولكنهم يعتقدون بأنهم غير مهمين في حياتك. إذا كنت تعبر عن حبك فقط تحت ظروف معينة، فإن أطفالك سيتعلمون بأنك تحبهم فقط عندما يطيعونك أو عندما لا يقومون بأي خطأ. وإذا تلقى الأطفال أياً من هذه الرسائل، فربما يفكرون بأنك غير سعيد بحصولك عليهم.

كيف تعرف إن كان طفلك يشعر أنه محبوب؟ الأطفال الذين يشعرون بأنهم غير محبوبين يتصرفون بشكل مختلف عن الذين يشعرون بأنهم محبوبون. نراهم يقضون وقتاً طويلاً وهم يحاولون أن يثبتوا أنفسهم أمامك وأمام الآخرين. هم حذرون من محاولة أشياء جديدة لأن الفشل يؤذيهم ويؤثر على نظرتك لهم. من جهة أخرى الأطفال الذين يعرفون بأنهم محبوبين ليسوا مضطرين لأن يضيعوا وقتهم وهم يبرهنون عن أهميتهم، هم ليسوا خائفين من محاولة أشياء خارج قدراتهم لأنهم يعرفون بأنه حتى عندما يفشلون يستطيعون أن يحصلوا على حبك واحترامك.

هذا لا يعني بأنه عندما تغضب أو تثور بسبب أطفالك بأنك تحطمهم للأبد. لا يحتاج الأطفال إلى آباء كاملين فالناس الطبيعيون يغضبون. المهم أن يكون الجو العام الذي تخلقه هو الحب والاحترام فقط وتماماً بسبب ما هم الآن، ليس إذا ولو ولكن. شعورهم بأنهم محبوبن مهم في تقرير مستقبلهم وهو الذي يمنحهم الثقة بالنفس. وهذا يؤثر باختيارهم لأصدقائهم وكيف يتصرفون مع الآخرين وكيف يستخدمون قدراتهم، بكلمات أخرى كل جوانب حياتهم. يمكن للنصائح التالية أن تقوي تقدير أطفالك لأنفسهم وذلك بجعلهم يعرفون بأنك تحبهم وتقدرهم:

1. أعر انتباهك لهم. خصص وقتاً كي تستمع إليهم وتريهم اهتمامك بنشاطاتهم. حاول في زحمة المشاغل والعمل أن تخصص وقتاً تركز فيه عليهم وحدهم.

2. عبر عن حبك من خلال اتصالك الفيزيائي معهم كأن تعانقهم وتقبلهم وتضع ذراعك على كتفهم. أحياناً الكلمات الصحيحة من الصعب إيجادها ولكن العناق الحقيقي يقول ذلك كله.

3. عامل أطفالك بنفس الاحترام الذي توليه للكبار. غالباً ما نرعي انتباهاً واحتراماً كبيراً للبالغين وليس للأطفال. ربما تحرج أطفالك بتوبيخهم ونقدهم أمام الكبار أو ربما تتورط بنقاش وتنسى وجودهم. الأطفال ليسوا أقل حساسية من الكبار ويستحقون نفس النوع من الاحترام.

4. أخبر أطفالك من وقت لوقت بأنهم مقدرون. لا تنتظر حتى يأخذوا درجات جيدة في المدرسة أو تحد من مدحك وإظهار إعجابك بهم فقط عند تصرفهم بتصرفات معينة. دعهم يعرفون بأنك تستمتع بهم وتعتقد بأنهم رائعون كل الوقت.

5. استجيب لتصرفات طفلك بصبر وتفهم. عندما يوقعون الحليب للمرة الثالثة أو يبللون سريرهم لا تعاملهم كمجرمين. حاول أن ترى طفلك كشخص يحتاج للمساعدة في التحكم مع جسده وعواطفه.

6. احترم مشاعر وقدرات طفلك. بسبب حجمهم ننسى أحياناً بأن الأطفال هم ناس أيضاً لديهم الحق بالخصوصية وبالشعور بأنفسهم. علينا أن نذكر أنفسنا ألا نحمل أطفالنا بينما هم يستطيعون فعل ذلك أو أن نتكلم عنهم عندما يستطيعون الكلام.

يقول فيكتور هوغو: السعادة القصوى في الحياة هي أن نشعر بأننا محبوبون. لنزرع بذور السعادة في قلوب أطفالنا ولنجعلهم يشعرون ويتأكدون من محبتنا لهم.