علماء خالدون

هنالك الكثير من العلماء الخالدون ممن غيرت اعمالهم هذا العالم ونحتوا بصمتهم عميقا في حضارة الانسان، في هذه التدوينة ساتكلم عن ثلاثة علماء كبار لا يجهلهم أحد من العالم كبيرا كان او صغيرا

باستور

ولد لويس باستور في أسرة عادية من الطبقة المتوسطة وكان أبوه ضابطا برتبة صغيرة في جيش نابليون تركه بعد خسارته وأسس مدبغة صغيرة.

أظهر باستور منذ بداية دراسته مقدرة كبيرة في الرياضيات والكيمياء أذهلت مدرسيه، وكان يعطي دروسا خصوصية للطلبة الأكبر منه سنا و الأعلى منه مستوى دراسيا، و أغرب ما في عبقرية باستور إتقانه الشديد لفنّ الرسم الذي تجلى في لوحاته التي رسمها لأمه ولأخته وناظر مدرسته.

أنهى باستور دراسته متحصلا على الدرجات النهائية في الرياضيات والكيمياء والفيزياء وذلك في سنة 1842 وقد بلغ 20 سنة، وكان كل وقته مقسم بين الاستماع الى المحاضرات والقراءةلويس باستور وإجراء تجاربه في المختبر، ولم يمنح نفسه يوما واحدا للراحة حتى في العطل المدرسية إلا بعد أن تزوج  “ماري لوران” .

بعد حصوله على الدكتوراه بفترة وجيزة حقق باستور أول كشف علمي و هو المتعلق “بحامض الطرطريك” مما القى ضوءا ساطعا على طبيعة تكوين المركبات الكيميائية، وسطع نجم باستور وعين أستاذا للكيمياء في كلية “ديجون” التي سرعان ما تركها لاحسلسه باهمال الطلبة للدروس، وعين بعدها استاذا للكيمياء بجامعة ستراسبورغ اين وجد كل السعادة والنجاح وتعرف على الفتاة التي تزوجها فيما بعد و هي ابنة عميد الكلية ” ماري لوبان”, ثم عين عميدا لكلية العلوم بمدينة ” ليل” و كانت تحوي أكبر مخبر علمي على مستوى فرنسا كلها.

كان النبيذ وقتها ثروة قومية لفرنسا و كان يمر بأزمة خانقة بسبب فساد النبيذ الفرنسي بعد تصديره الى الخارج وعالج باستور المشكلة ووجد لها حلاّ باستعمال الخمائر المناسبة و كان كشفه مدويا في فرنسا و الخارج.

نجح باستور بعدها في الوصول الى طريقة التعقيم المثالي للمواد الغذائية مما ساعد البشرية جمعاء في حل عشرات المشاكل المتعلقة بهذا المجال ويكفي أن نعرف أن الحليب المعقم نطلق عليه كلمة ” الحليب المبستر” نسبة الى باستور.

تمكن باستور من معرفة أثر الميكروبات في نقل العدوى من المريض الى السليم و يعود الفضل اليه في انقاذ صناعة الحرير الطبيعي في فرنسا من أكبر خطر يتهددها و هو مرض خطير أصاب دودة القزّ و كاد يقضي عليها جميعا.

يعود الفضل اليه في اكتساب المناعة ضد الجراثيم المعدية , في البداية جرّب التلقيح مع الحيوان و نجح نجاحا كبيرا، ونجح في انقاذ الآلاف من “حمّى التيفوئيد” ولكن أعظم ما حققه كان علاج مرض الكلب بعد جهود جبارة وتجارب فاشلة كثيرة نجح بعدها في صنع المصل المناسب وجربه على طفل يبلغ من العمر 9 سنوات و شفي وكان هذا الكشف كمعجزة ربانية ومما يذكر عن باستور في هذه الفترة تعرضه للموت مرات عديدة عند محاولاته الكثيرة في الحصول على لعاب كلب مريض، بعد هذا النجاح انهالت عليه الدعوات والتبرعات والهبات المالية لإنشاء معهدا لاستكمال ابحاثه حول الجراثيم والأمصال المضادة للأمراض وبدأ في إنشائه لكن الموت عاجله قبل اتمامه سنة 1895 ميلادية فتكفلت الحكومة الفرنسية باكماله وتم انشاء المعهد الذي مازال موجودا الى حد الآن في باريس ويحمل اسم “معهد باستور” تخليدا لأعظم عباقرة الانسانية.

نيوتن

ولد إسحاق نيوتن ليلة عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام سنة 1642 م بعد حمل دام أقل من سبعة شهور مماnewton جعل الأمل لدى أبويه في حياته ضئيلا جدا فقد كان هزيلا جدا، بالغ الضعف ولم تكن خيمة الأكسيجين الضرورية لمثل حالته قد اخترعت بعد ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى أنقذته ليعيش 85 سنة كاملة ملئت كفاحا وعلما وابتكارا.
كان نيوتن في طفولته انطوائيا ولا يحب الاختلاط، حيث كان محبا للتأمل منذ صغره وكان يبقى متأملا متفكرا في أي ظاهرة قد تطرأ أمامه .
كان والده فلاحا بسيطا  ورغم فقره فقد شجع ابنه على الدراسة بشكل كبير وكان من جملة الأسباب التي نحتت شخصيته أن كل أصدقاء والده كانوا سيئين مما جهل نيوتن غير مؤمن بالصداقات  العميقة إلا العابرة منها……
التحق نيوتن بجامعة “كامبردج”، وأبدى تفوقا ملحوظا خلال السنوات الأولى من دراسته وخصوصا في الرياضيات والعلوم الطبيعية وله عديد القصص التي تظهر عبقريته في هذه الفترة ويكفي أن تعرف أنه استنبط قوانينا رياضية لا يعرفها أحد يستخدمها في امتحاناته مما خلق حوله هالة من الإعجاب لدى الأساتذة والطلبة على حد السواء، كان حب نيوتن للعلم حبا خاليا من أي رغبة مادية  فحتى اكتشافاته النظرية لم تظهر في كتاب الا بعد محاولات جبارة لإقناعه بذلك،

بعد صدور كتابه “المبادئ” ذاع صيته في كل العالم رغم عدم فهم أغلبية القراء لنظرياته، رفض كل الدعوات لإلقاء المحاضرات حول ما توصل اليه وتأزم من شهرته لدرجة اصابته بانهيار عصبي وهذا ما جعل الباحثين يصفونه بالعالم الوحيد الذي أحب العلم حبا عذريا دون سعي للشهرة أو جريا وراء الكسب المادي فقد كان محبا للعزلة حبا جعله لا يفكر بتاتا في الزواج .
بقي شيئا في حياة نيوتن غير مفهوم وهو حبه لجمع المال رغم  زهده في الدنيا مأكلا وملبسا ومسكنا فحتى حبه للمال كان حبا عذريا.
أبدع نيوتن ما يطلق عليه ” قوانين نيوتن ” وهو يعتبر اشهر عالم نظري على الإطلاق لأن عدد نظرياته فاق أي عدد نظريات علمية لأي عالم آخر في العالم، ويعتبر كذلك أشهر عالم تجريبي باعتبار عدد التجارب التي قام بها وخصوصا على الضوء والحركة.
ظهرت عبقرية نيوتن خلال ثلاث مراحل انطلق منها نشاطه العلمي:

  • المرحلة الأولى: هي اعلان نيوتن القوانين الأساسية التي تحكم الحركة وقانون انجذاب الأشياء بفعل الجاذبية الأرضية.
  • المرحلة الثانية: ما أعلنه عن طبيعة الضوء الأبيض .
  • المرحلة الثالثة: كان وضعه القواعد الحسابية الخاصة بالتفاضل و التكامل و الأعداد اللانهائية المتناهية الصغر.

ونسوق بعض الملاحظات :

  • كانت نظريات نيوتن حول الجاذبية مفتاحا للنظريات الهامة التي وضعها “انشتاين”.
  • على ضوء نظريات نيوتن الخاصة بحركة الكواكب السيارة في افلاكها نجح العلماء في عصرنا الحاضر في اطلاق الأقمار الصناعية .
  • كان نيوتن أول من اكتشف العلاقة بين ظاهرتي المد والجزر وبين القمر.
  • تمكن نيوتن من خلال وسائله الرياضية ومعادلاته من تحديد كتلة الشمس والأرض وسائر الكواكب السيارة .
  • اعتمد نيوتن على معادلات “جاليليو” كمسلمات ما لبث أن طورها على شكل نظريات ومعادلات حسابية مازالت تطبق الى الآن.
  • طور نيوتن تلسكوب جاليليو ليصبح أساسا جوهريا لجميع الأجهزة التي ابتكرت بعده الى الآن .
  • كانت نظرياته حول طبيعة الضوء وأطوال الموجات من الأسس المعتمدة حاليا لاختراع عديد الاجهزة كالتلفزيون الملون والأفلام السينمائية وغيرها.
  • أعظم ابتكاراته كانت “حلقات نيوتن” وهو الجهاز البسيط الذي يقدم عرضا بسيطا و مثيرا لميزات الموجة الضوئية.

أندريه ماري أمبير

ولد أمبير عام  1775 م في مدينة ليون الفرنسية، تولى أبوه تربيته حسب المبادئ الفلسفية لجون جاك روسو وكانampere معروفا  عنه فرط فضوله وحبه الإطلاع واهتمامه بعلوم  وفنون عصره  مما ساهم في ظهور علامات النبوغ عليه مبكرا.
تميز أمبير بذاكرة قوية حيث أنهى قراءة العشرين كتابا من الموسوعة الكبيرة لـدالامبير ديرو وهو في الرابعة عشر من عمره .
اهتم أمبير بالرياضيات والكيمياء وعلم النباتات والفلسفة وكذلك بالشعر والموسيقى شأنه في ذلك شأن من عاصروه لكنه يبقى فيزيائيا بدرجة أولى نظرا لاكتشافاته الهامة في مجالها، إذ يقال أن نيوتن أبو الميكانيك وأمبير أبو الكهرباء.
في بداية القرن التاسع عشر وضع أمبير قوانين التيار الكهربائي كما اكتشف فاراداي ظاهرة التحريض الكهرومغناطيسي التي سمحت بالحصول على التيار الكهربائي انطلاقا من الحقل المغناطيسي وأكمل البحوث في هذا المجال كل من “أوم”، “جول”، و”كيرشوف” وآخرون .
بدأ أمبير حياته المهنية كأستاذ في ثانوية ليون والتي تحمل اسمه حاليا، ثم عضوا في أكاديمية العلوم، ثم أستاذا بالمدرسة متعددة التقنيات، ثم مفتشا عاما للجامعة .
توفي أمبير سنة 1836 ميلادية في مدينة مرسيليا خلال دورة تفتيش وقد مرت وفاته آنذاك في صمت إلى أن أعيدت ذكراه بعد 50 سنة.

 

10 تعليقات
  1. شهيد الوفاء يقول

    معرفه عالم لم اكن اعرفه واكتسبت خبرة وفائده غالية

  2. ليلى يقول

    لويس باستور هو عالم جعل الغداء الاساسي صحيا وخاليا من الجراثيم (الحليب) انه يستحق لقب عالم عن جدارة

  3. Glamour Pain يقول

    مررررره شرا على جهودك الرااااائعه … الله يجعلها ف موازين حسناتك ^^

    …..صراحه كل المواضيع ممتااازه :)……… هل تسمح بنقل الموضوع؟؟؟ و مافي علماء آخرين للفيزياء؟؟؟ لأننا ف المدرسه بنعمل مجلة لعلماء الفيزيا و نبغى نجمع أكبر عدد من العلماء فيها + معلومات عنهم و عن إختراعاتهم…. وشكرا 🙂 🙂

  4. العبقري الصغير يقول

    نقل الموضوع لا بأس به بشرط ذكر المصدر … تحياتي

  5. هند يقول

    اريد سنه في وفاة امه و ابيه

  6. khouloud shili يقول

    ana achcorcom ala hadi almalomat

  7. دنيا يقول

    اريد ان اعرف متى ولد واين ولد ومتتى مات…

  8. وافية وحسنية يقول

    حياته رائعة .اللهم ماصلي وسلم على رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام

  9. sadek يقول

    luis pastor 🙂

  10. آية يقول

    أعجبني هذا العالم أنه يستحق لقب العالم عن جدارة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.