العبقري الصغير والعودة المدرسيّة

medrste-jihed-gorsane

بعد إنتهاء فترة الأجازة الصيفية التى يأخذها الأبناء من المدرسة، يكون من الصعب أحياناً بعد هذا الفاصل الطويل أن نجعلهم يندمجون مرة أخرى وبسهولة مع الروتين المدرسي، فبعض الأطفال قد يتطلعون إلى العودة بينما البعض الآخر ينتابهم القلق والتخوف الذى قد يتطلب تدخل الوالدين من أجل مساعدتهم على التكيف مرة أخرى.

إن إعداد مكان مستقل وخاص للدراسة من أجل طفلك يعتبرفى حد ذاته حافزاً يجعله يذهب إليه لأداء واجباته المدرسية، ويمكن وضع مكتب فى ركن هادىء بغرفتة أو حتى فى غرفة المعيشة مع محاولة تفادى كل ما قد يلهيه خلال وقت المخصص للمذاكرة.

 

كما يمكنك أن تجعلي طفلك يزين ركنه الدراسى الخاص بلوحة، يكون هو الذى قام برسمها أو بحلية أو زخرفة من نتاج حصة الفنون، حتى يبدو المكان جذاباً بالنسبة له. ومما يساعد كثيراً أيضاً وجود الأم فى الجوار بينما الصغار يقومون بواجباتهم المدرسية.
ومع ذلك يجب أن يفهم الطفل أن الواجب المنزلى هو الوظيفة التى يعمل بها تماماً مثل والديه اللذان لدي كل منهما عمله الخاص به.

من المهم أيضاً أن تجعلي طفلك يشارك فى الأنشطة الخارجية الإضافية بالمدرسة، أو خارج نطاق المدرسة إذا كان طفلك مهتم بالرياضة، فإن هذة الأنشطة من شأنها أن تحمس الطفل وتجعل لديه طاقة وإقبال على المدرسة، بالإضافة إلى أنها حافز لإنجاز العمل أولاً، ومن ثم أيجاد الوقت اللازم من أجل ممارسة هذة الأنشطة. كما أن الأنشطة المدرسية توطد الصلة بينهم وبين أقرانهم و كذلك مدرسيهم فى جو بعيد عن الرسميات.

تنظيم وقت الطفل منذ لحظة عودته من المدرسة هى مسئولية الأم. حيث أن الأطفال لا يملكون القدرة على الإحساس بالوقت. عدد معين من الساعات يجب تخصيصه لأداء الفروض المدرسية يومياً، ويجب أن يتفق عليها مسبقاً مع طفلك، حتى بإمكانك حثه على إعداد جدول للمواعيد يكون دليلاً لكى، مع المرونة فى تحديد ساعات المذاكرة بين اليوم و الآخر حتى يتمكن من ممارسة ما يرغب من أنشطة سواء كانت مدرسية أو رياضية، و لكن ما أن يتم إعداد الجدول الزمني، يجب الإلتزام به على قدر الإمكان. كما يجب عليكى أيضاً أن تحثي طفلك على تحضير كل أدواته قبل الجلوس حتى تكون فى متناول يديه، ولا يكون مضطراً إلى القيام للعثور على أشيائه.

أيضاً عليكى منحه بعض الوقت الترفيهى قبل الخلود إلى النوم حيث يستطيع طفلك أن يرسم، يقرأ، يشاهد التليفزيون أو يلعب، على أية حال من الضرورى أن يتمتع الطفل بقسط كافى من النوم حيث أن لذلك تأثيراً كبيراً على قدرته الآدائية فى اليوم التالى سواء فى المدرسةأو فى البيت.

وتعتبر صحة الطفل أيضاً من الجوانب الحيوية التى تؤثر على مستوى آدائه فى المدرسة، وبما أن طفلك الآن سوف يمضى معظم يومه فى المدرسة، يمكنك أن تزوديه بوجبات خفيفة صحية تكون بديلاً عن الوجبات المنزلية ولها نفس الجاذبية وتحقق متطلباته الغذائية، و إذا كانت هذه المهمة هينة بالنسبة لبعض الأمهات،فإن البعض الآخر قد يجد بها بعض التحديات. لكى تحافظى على إنجذاب طفلك إلى سلة الطعام الخاصة به، أجعليها مليئة بالالوان ومتجددة، فالتغيير ليس فقط مهماً من أجل أثارة اهتمامه، وانما هو أيضاً يوفر لطفلك التشكيلة الغذائية التى هو فى حاجة اليها.

من المهم جداً بالنسبة للأطفال أن تبدى أمامهم إهتمامك بالمدرسة، لأن ذلك يوضح لهم أولاً أنك مهتمه وثانياً أن المدرسة هى من الأشياء المهمة فى حياتكم جميعاً.

قنوات الإتصال لابد وأن تظل مفتوحة بينك وبين المدرسين لكى تكونى دائماً على علم بمدى تطور طفلك الدراسى، وأى إنخفاض فى مستوى الأداء يمكن التعامل معه على الفور.

كما أن التطوع فى الأنشطة المدرسية يؤدى إلى مشاركة أكثر عمقاً من قبل طفلك مما يجعل المدرسة محببة إليه.

لقد حان الوقت لكى نتوقف عن النظر إلى المدرسة على أنها وحش مخيف، وننتقل إلى صورة آخرى تكون مفضلة فى نظر أطفالنا لكى يحبون المدرسة ويرغبون فى الذهاب اليها كل يوم.

إنه عام دراسى طويل، إذا بدأ بخطوة صائبة، فسوف يكون عام ناجح جدأ بالتأكيد لكما سوياً أنت وطفلك الحبيب

مقال بقلم : جهاد غرصان

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.