أفضل قصة تحدي عربية … رائعة

قصة رائعة في التحدي والتفوق لن تجد لها مثيلا، بعد أن تقراها سوف تسال نفسك سؤالا مهما، هل أنت ناجح أم فاشل، تفضلوا هنا.

طلبت مؤسسة “سوريا نيوز” وهي مؤسسة اعلامية سورية، مبرمجين للعمل لديها، وتلقت الكثير من الطلبات ولكن أحدها كان غريبا نوعا ما، فقد طلب صاحبه عدم استعداده للعمل في مكتب وعدم قدرته على حضور حصة اختبار او ما شابه ولكن عمله لن يكون الا عن طريق الانترنت، كان صاحب الطلب يسمى “خلدون سنجاب” المصاب بشلل رباعي و لا يتنفس الا اصطناعيا، ويرغب في العمل لمؤهلاته وليس طلبا انسانيا نتيجة حالته الصحية، كان خلدون يبلغ من العمر ثلاثين سنة، وقد تعر ض لحادث في الثامنة عشر من عمره ادى لشلله الكلي و لتضرر جهازه التنفسي مما ادى الى عدم قدرته على التنفس الطبيعي، ويعيش منذ ذلك الوقت في السرير، لا يفارقه اطلاقا، كان خلدون شابا حيويا متفوقا في دراسته، ونجح بامتياز في الباكالوريا، ضمن عائلة متفوقة، فالاب مهندس معماري و الام استاذة رياضيات في الجامعة، وخلال رحلة بحرية، أراد خلدون القفز من القارب ولكنه لم يقدر المسافة الفاصلة، فاصطدم راسه بالارضية، ونتج عنه كسر في الفقرة الرقبية الثانية التي ضغطت على النخاع الشوكي مما أدى لتوقف قدراته الحركية وتعطل تنفسه، وبعد علاجه استقرت حالته على وضعه الحالي، ولم تترك العائلة بابا الا طرقته لشفائه، استعانوا باطباء محليين ومن روسيا والمانيا، ووصل الامر للاستعانة بالعرافين والمنجمين، ولكن كان قدر الله هو الغالب، ولم تمضي ثلاث سنوات على الحادث حتى توفيت والدته حزنا عليه، ورغم انجازاته في البرمجة الاعلامية فان الام لم تستطع رؤية وحيدها في تلك الحالة فهدها الحزن وضعفت حتى التحقت بخالقها.

في حوار معه يقول خلدون:  “أعمل بالبرمجة بلغة C++،خاصة برمجة3D، كروفيكس، وقواعد البيانات، عملت برامج عديدة بالإضافة إلى أنني أُعطي دروسا في البرمجة، وأعمل أيضاً في ترجمة كتب البرمجيات”، “زارني مرة صديقي الدكتور نسيم رتيب ومعه صديقه المهندس أسامة المصري وهو مدير قسم البرمجة في Young Future، والذي سمع من نسيم عن خبرتي في لغة C++ والبرمجة الثلاثية الأبعاد، فطلب مني أن أعلمه اللغة، فتعلمها مني ومعي، وبعد غياب 3 أشهر عاد ليطلب مني العمل مع الشركة،  فأصبحت مبرمجا في Young Future في أيلول\سبتمبر 2000. ويضيف: “أسهمت في الشركة بعدة مشاريع، ولازلت، ولا يحق لي الإفصاح عن طبيعتها، وقد دفعتني تلك المشاريع إلى تعلم الكثير من التقنيات، وازدادت خبرتي كثيرا، وصقلت مهاراتي وتطورت خلال عملي في الشركة، و Young Future شركة كبيرة تعمل في مجال الإعلام المرئي الموجه للأطفال”.
وكان خلدون يساعد المحيطين به من الاسرة والاصدقاء، وهم الاصحاء دون علل، فاخته الصيدلانية تقول: “لولا خلدون ما كنت نجحت في البكالوريا، درسني الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فهو مبدع فيها”، وأخته ميسون تقول: كنت عندما أستيقظ من النوم وأرى إصرار خلدون، أنظر إلى نفسي وأنا التي أنعم بالصحة، فأمتلئ إرادة وتصميما، أنا الآن أم لطفلين،  وحتى الآن أسيرة لتصميم خلدون”.
كان خلدون في حاجة للتواصل مع حاسبه، هنا يقول صديقه د. نسيم رتيب (مصمم الماوس الخاصة بعمل خلدون): لقد ساعدني كثيراً واستفدت منه في جوانب متعددة بما يخص هذا الاختراع، فحرصاً على عدم تضييع وقت خلدون الذي يستفيد من كل ثانية فيه، وجدت أنه بعد أن تتركه مساعدته والتي تعمل عنده ست ساعات، أن بقية النهار لا يستفيد منه، لذلك وبعد تجارب عديدة ومشاورات مع خلدون، توصلت إلى اختراعي الذي يقوم على الاستفادة من المراكز الحركية المتبقية عنده، فصممت الماوس التي تتحرك بواسطة اللسان والشفة والفك السفليين، مضيفا أنه  يقدم لي نصائحا قيمة فيما يخص تصاميمي المستقبلية “، ويعقب خلدون: “باستخدام برنامج On-Screen Keyboard الملحق بـ Windows ، أصبحت قادرا على الكتابة دون استخدام لوحة المفاتيح المادية”.
كان خلدون يتمتع بطاقة تحدي لا محدودة، فهو يقول: “يجب أن تضع أمامك هدفا تسعى إليه، فأنا قبل الحادث كان لدي مثل الآن إصرار كبير وآمال كبيرة، وكنت أتبع دورات في الالكترونيات وبرمجة كمبيوتر، كنت أخرج من المنزل الساعة الثامنة صباحاً ولا أعود حتى التاسعة مساءاً، وحتى الآن أعمل بنفس الإصرار والجهد ولا أضيع الوقت أبداً”، يرى خلدون أن الانسان مخلوق من أجل تحقيق غاية معينة، هي الفكرة التي تحرضه لكي يصمم على تحقيق أهدافه، وأي عمل أقوم به، يجب أن يكون متقناً، وهذا ما أقوم به عندما أضع خطة عمل المراحل المقبلة، وهو يحلم أن “يتاح لي انشاء شركة عملاقة مثل مايكرو سوفت”.
من غرفته الصغيرة المشابهة لغرفة العمليات، يتواصل مع العالم كله، يحاول أن يطرد كل ما يعكر مزاجه، أما عالمه الخارجي فيقتصر على ” أصدقائي الذين يزورونني باستمرار وقد رزقني الله بكثير من الأصدقاء من مختلف الأعمار والثقافات احاطوني بالمحبة … تطورت علاقتي مع العالم الخارجي بعد حصولي على اتصال بالانترنت، فأصبح لدي أصدقاء في شتى أصقاع المعمورة، والكثير منهم لم أرهم ولم يروني إلا بالصور، ومنهم من لم أرهم مطلقا وموقعي على شبكة الانترنت الذي صممته www.sinjab.com أصبح وسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين”.
يقول عنه الداعية عمرو خالد “إن خلدون ورغم أنه شاب مبتلي ومشلول ومو قادر يتحرك إلا أنه قرر أن يكون واحدا من صناع الحياة، في عصرنا الحالي، خلدون سنجاب نموذج للإرادة وبالإرادة أصبح مدرب كمبيوتر رهيب باستخدام لسانه”.
يقول خلدون: “كان أهم ما حصل معي منذ خمس سنوات حتى الآن أنني استطعت أخيرا تأسيس عملي الخاص، وأجمل ما حصل أنني تزوجت!”، أحلامه لا حدود لها، فاليوم وبعد أن كان حلمه تأسيس شركة كبيرة مثل مايكروسوفت، يقول “خطوت الخطوة الأولى باتجاه حلمي، استأجرت مخدما إلكترونيا ( سيرفر ) وبدأت أحجز للزبائن وأتعامل معهم باسمي الشخصي وليس كموظف لدى شركة، مما أتاح لي حرية الاختيار واتخاذ القرارات، كما صممت موقعا إلكترونيا خاصا بي يزوره دائما الكثير من الزوار، ورغم أن البداية كانت متعبة خاصة مع الخسارة المادية التي منيت بها وقتها، و المسؤولية كبرت الآن وأصبحت المهمة أصعب، ولكن الخسارة أصبحت ربحا، والعمل الخاص يزيد من الثقة بالنفس ويمنح متعة أكبر بكثير مما لو كنت سأنتظر صاحب العمل ليقدر مجهودي، وإن شاء الله سأكون على قدر المسؤولية، وبالإصرار والمثابرة والتحدي سأصل لهدفي”.
تزوج من السيدة التي جاءته من أجل الحصول على دروس تقوية للشهادة الثانوية، فنشأت قصة حب اختتمت بالزواج، وكانت مطلقة ولها بنية جميلة اصبحت تناديه ببابا ويسعد كثيرا بوجودها معه.
تقول زوجته: أنام بجانبه وأستيقظ ليلا بمجرد أن يناديني صوته ( يسرا ) ليشرب الماء أو ليقضي حاجة، وقبل النوم أحرص على التأكد من سلامة المنفسة الاصطناعية الموصولة إلى عنقه، وهي تعطي إنذارا صوتيا في حال حدوث انقطاع أو خلل أثناء النوم، والحمد لله هذا لم يحدث، أطعمه وأسقيه وأعتني بصحته، أحس أنني أضفت ألوانا وحنانا ودفئا لحياته، وأنا سعيدة جدا لأنني أسعده، معه أشعر بالرضا التام والحب الكبير، وأنا مقتنعة جدا باختياري، عندما طرحت على أهلي فكرة الزواج من رجل مشلول ويعيش على التنفس الاصطناعي، جن جنون أبي، ولكن بعد أن تعرف على خلدون ولمس فيه صاحب الأخلاق الرائعة والإنسان المبدع عاد إلى البيت ليقول لي: “إذا لم تتزوجيه، أنا سأبحث له عن عروس”.
يروي خلدون تفاصيل زواجه بابتسامة عريضة، ويفخر بأنه لم يلجأ لمساعدة مادية من أحد لتغطية تكاليف الزواج، بل جمع سعر البيت واشتراه من دخله الخاص الذي سدد منه أيضا كل تكاليف الخطوبة والزفاف والاحتفال، يقول خلدون: ” كل شيء صار أجمل، زاد إحساسي بالسعادة والاستقرار، وستكتمل فرحتي عندما نرزق بالطفل”.

يقضي خلدون أغلب وقته في متابعة عمله مع الشركات السبعة المتعاقدة معه لبرمجة مواقعها، إضافة للمواقع الأخرى التي يعمل لها، ويساعد طلاب الجامعات في إعداد مشاريع التخرج المتعلقة بالعالم الإلكتروني، وكذلك يواظب على تعلم كل جديد حول عالم البرمجيات من كتب ومراجع إلكترونية وبرامج وسواها، يساعده في ذلك إتقانه للغة الانكليزية ويتيح له الاطلاع على هذه المعارف من مصادرها المباشرة.
ومن مشاكل خلدون الانقطاع اليومي تقريبا للتيار الكهربائي الذي يشغل المنفسة الاصطناعية مما يجبر زوجته على استعمال المنفسة اليدوية طيلة ساعات، ومن الحلول المطروحة لتسهيل حياته جهازين ولكن ثمنهما يفوق امكانيات خلدون المالية: جهاز تنفس خاص يزرع تحت الحجاب الحاجز ويتيح التنفس بشكل طبيعي دون الحاجة لتعليق المنفسة الكهربائية الدائم  (رغم حجمها الكبير) في عنقه ويصل سعره (65000 $)، والثاني هو كرسي متحرك من نوع خاص جدا للحالات القليلة في العالم التي تشبه حالة خلدون يتضمن منفسة مثبتة به بحيث يمكن التنقل دون التقيد بالمنفسة الكهربائية وثمنه (20000 $ )، علما أنه في حالة زرع جهاز التنفس لن يحتاج لمنفسة في الكرسي المتحرك مما سيخفض كثيرا من سعر الكرسي. وهذا الارتفاع في الثمن لا يسمح لخلدون بالشراء وعزة نفسه منعته من طلب المساعدة من الآخرين، ورفض بشكل قاطع توجيه نداء شخصي لأي جهة أو فرد لتقديم هذه الأجهزة.
لزيارة موقع خلدون يمكن التفضل هنا
للتواصل معه الكترونيا khaldoon@sinjab.com

مصدر القصة سوريا نيوز

15 تعليقات
  1. فاطمة يقول

    شفاه الله يارب . والله اصرار جميل لتحقيق المستحيل لكن لاشئ مستحيل في هذه الدنيا

    .

    الصراحة ليس هو المصاب بالشلل بل نحن المشلولون . ماشاء الله عليه ليس فيه ناقص ابدا مثلنا مثله وهو يزيد علينا بعبقريته واصراره فطوبى له . شفاه الله باذنه تعالى . وربي يرزقه بكل ماييطيب خاطره .الله قادر على كل شئ مثل ما بتلاه يستطيع الله ان يشفيه بكلمة : كن فيكون فياربي عجل بشفاءه يارب العالمين . لا اله الا الله محمد رسول الله .

  2. احمد رايت يقول

    الموقع رائع

  3. زبير من الجزائر يقول

    يا الله ماشاء الله عليه مثل هؤلاء الأفراد الذين سطروا التاريخ باصرارهم وعزيمتهم وعدم الاستسلام للظروف المحيطة بهم أبدا لم ولن يذوقوا مرارة الحياة حتى ولو كانوا في مثل حالة هذا الشاب الرائع المتميز والخارق للعادة اللهم ارزقنا الصبر لنصل للنجاح الحقيقي وارزقنا محبتك ومحبة نبيك صلى الله عليه وسلم لنكمل طريق التحديات ونرتقي بأفكارنا لنصل إلى العلياء آمين يارب العالمين

  4. محمد يقول

    الموقع رائع جداً و شغال   % 100

  5. البرنسيسة بسنت يقول

    نعم 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.