أحواض السباحة

sbia7a-jihed-gorsane

إنّ الشعوب المقيمة على ضفاف الأنهار والبحيرات والبحار , قد عرفت الإستحمام في كلّ زمان : فالحمّامات تمكّن من الإغتسال , ولكنّها تريح وتنشّط أيضا .. إلاّ أنّ الإستحمام في ماء عميق غامر يفرض تعلّم أصول السباحة .

كان النّاس زمن الحضارات القديمة , في روما مثلا وفي بلاد اليونان بخاصّة .. يقدّرون مزايا حمّامات البحر ويجدون فيها فرصة لممارسة أنواع من النشاطات الرياضيّة .. بيد أنّ الخوف من المياه العميقة الباردة .. وبخاصّة في الحضارات الغربيّة .. قد حدّ من إنصراف النّاس إلى الإستحمام في البحر .. والغريب الطريف في هذا المجال ; أنّ بحّارة كثيرين من الذين رأوا النّور على شاطئ المحيط , كانوا يتعاطون الفلاحة , وهم لا يعرفون السباحة !

ظهرت حمّامات البحر في أوروبا , في مطلع القرن التّاسع عشر , وعلى وجه الدقّة خلال صيف 1834 , بتشجيع سيّدة أرستقراطيّة فرنسيّة .. ذلك أنّ الدوقة ” دي برّي ” التي نزلت في مدينة ” دبيب ” .. وفّرت لعدد كبير من أصدقائها سعادة الإقامة على الشّاطئ .. ومتع اللّهو على الرمال وفي أحضان المياه .. وهكذا أحذت مراكز السّباحة تنشأ وتتكاثر ..

أراد الهوّاة التمتّع بمباهج السّباحة حتّى في فصل الشّتاء فبنيت أحواض السّباحة وزوّدت بالماء الفاتر المعقّم بإنتظام .. سقفت بعض الأحواض , وكيّف هواؤها .. كما توفّرت إلى جانبها برك سباحة بنيت في الهواء الطلق ومكّنت روّادها من الإفادة من الشّمس والهواء والماء , وقد نشأت إلى جانب رياضة السّباجة .. طريقة إستشفاء حديثة .. تعالج فيها الأمراض بواسطة السّباحة في ماء البحر .

مقال بقلم : جهاد غرصان

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.